أَحدُهما: أنَّه جعَلَه عَصبةً إذا لم يَتركْ وارِثًا آخَرَ.
والثاني: أنَّه جعَلَ المُعتَقَ مَولَى المُعتِقِ بقَولِه: هو أَخوكَ ومَولاك، ولا يَكونُ مَولاه إلا أنْ يَكونَ وَلاؤُه له …
وقَولُه:«إنْ شكَرَك فهو خَيرٌ له»؛ لأنَّ المُعتَقَ لمَّا أنعَمَ اللهُ عليه بالإِعتاقِ فقد وجَبَ عليه الشُّكرُ فإذا شكَرَه فقد أدَّى ما وجَبَ عليه فكانَ خَيرًا له.
قَولُه:«وشَرٌّ لك»؛ لأنَّه قد وصَلَ إليه شَيءٌ من العِوضِ فأوجَبَ ذلك نُقصانًا في الثَّوابِ؛ لأنَّه يَصيرُ كأنَّه أعتَقَه على عِوضٍ فكانَ ثَوابُه أقَلَّ ممَّن أعتَقَ ولم يَصِلْ إليه على إِعتاقِه عِوضٌ دُنيويٌّ أَصلًا ورأسًا.
وقَولُه:«وإنْ كفَرَك فهو خَيرٌ لك»؛ لأنَّ إِعتاقَه إذا خَلا عن عِوضٍ دُنيويٍّ يَتكامَلُ ثَوابُه في الآخِرةِ.
وقَولُه:«وشَرٌّ له»؛ لأنَّ شُكرَ النِّعمةِ واجِبٌ عَقلًا وشَرعًا فإذا لم يَشكُرْه فقد ترَكَ الواجِبَ فكانَ شَرًّا له.
ورُويَ عن عُمرَ ﵁ وعلِيٍّ وعبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ وأُبيِّ بنِ كَعبٍ وزَيدِ بنِ ثابِتٍ وأَبي مَسعودٍ الأَنصاريِّ وأُسامةَ بن زَيدٍ ﵃ أنَّهم قالوا: الوَلاءُ للكِبَرِ، فاتِّفاقُ هؤلاء النُّجباءِ من الصَّحابةِ ﵃ على لَفظٍ واحِدٍ بدَليلِ سَماعِهم ذلك عن رَسولِ اللهِ مع ما أنَّ هذا حُكمٌ لا يُدرَكُ بالقياسِ