للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل التَّيممُ بَدلٌ عن الطَّهارةِ الصُّغرى والطَّهارةِ الكُبرى أو عن الصُّغرى فقط؟

قالَ الإمامُ ابنُ رُشدٍ : اتَّفقَ العُلماءُ على أنَّ هذه الطَّهارةَ بَدلٌ من هذه الطَّهارةِ الصُّغرى واختَلَفوا في الكُبرى فرُويَ عن عُمرَ وابنِ مَسعودٍ أنَّهما كانا لا يَرَيانِها بَدلًا من الكُبرى.

وكانَ عليٌّ وغيرُه من الصَّحابةِ يَرَوْن أنَّ التَّيممَ يَكونُ بَدلًا من الطَّهارةِ الكُبرى. وبه قالَ عامَّةُ الفُقهاءِ.

والسَّببُ في اختِلافِهم الاحتِمالُ الوارِدُ في آيةِ التَّيممِ وأنَّه لم تَصحَّ عندَهم الآثارُ الوارِدةُ بالتَّيممِ للجُنبِ.

أمَّا الاحتِمالُ الوارِدُ في الآيةِ فلأنَّ قَولَه تَعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا﴾ [النساء: ٤٣] يَحتملُ أنْ يَعودَ الضَّميرُ الذي فيه على المُحدِثِ حَدثًا أصغَرَ فقط، ويَحتملُ أنْ يَعودَ عليهما مَعًا لكنْ مَنْ كانَت المُلامَسةُ عندَه في الآيةِ الجِماعَ فالأظهَرُ أنَّه عائِدٌ عليهما مَعًا، ومَن كانَت المُلامَسةُ عندَه هي اللَّمسَ باليَدِ، أعني في قَولِه تَعالى: ﴿أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾ [النساء: ٤٣] فالأظهَرُ أنَّه إنَّما يَعودُ الضَّميرُ عندَه على المُحدِثِ حَدثًا أصغَرَ فقط، إذْ كانَت الضَّمائرُ إنَّما يُحملُ أبدًا عَودُها على أقرَبِ مَذكورٍ إلا أنْ يُقدَّرَ في الآيةِ تَقديمٌ وتَأخيرٌ حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>