للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّوعُ الأولُ: شَركةُ العِنانِ:

سَببُ تَسميتِها العِنانَ:

تَعدَّدتْ عباراتُ الفُقهاءِ في سَببِ تَسميتِها العِنانَ:

فقيل: سُمِّيتْ هذه الشَّركةُ شَركةَ العِنانِ لِظُهورِها، وهو أنَّهما ظاهِرا بإخراجِ المالَيْن، يُقالُ عن الشَّيءِ إذا ظهَر، ومنه قَولُ امرئِ القَيسِ:

فعَنَّ لنا سِربٌ كأَنَّ نِعاجَهُ … عذَارَى دُوارٌ في مُلاءٍ مُذيَّلِ

أي: عرَض.

وقيل: سُمِّيتْ: عِنانًا؛ لِاشتِراكِهما فيما يَعِنُّ مِنَ الرِّبحِ، أي: فيما يَفضُلُ مِنَ الرِّبحِ، يُقالُ عن الشَّيءِ إذا عرَض.

وقيلَ: سُمِّيتْ: عِنانًا، مِنَ المُعانَنةِ، وهي المُعارَضةُ، فكلُّ واحِدٍ مِنَ الشَّريكَيْن عارَض شَريكَه بمِثلِ مالِه.

وقيلَ: سُمِّيتْ بذلك مِنْ عِنانِ دابَّتَيِ الرِّهانِ؛ لأنَّ الفارسَيْن إذا استَبقا تساوَى عِنانا فَرسَيْهما، كذلك هذه الشَّركةُ مِنْ شأنِها أنْ يَتساوى الشَّريكانِ فيها في المالِ والرِّبحِ.

وقيلَ: سُمِّيتْ شَركةَ العِنانِ مِنْ عِنانِ فرَسَيِ الرِّهانِ، لِجِهةٍ أُخرى؛ لأنَّ الإنسانَ يَحبِسُ نَفْسَه في الشَّركةِ مِنَ التَّصرُّفِ بالمالِ في سائِرِ الجِهاتِ، إلا عن الجِهةِ التي يَتَّفقُ عليها الشَّريكانِ، كما أنَّ الإنسانَ يَحبِسُ الدَّابَّةَ إذا ركِبَها بالعِنانِ عن السَّيرِ إلى سائِرِ الجِهاتِ، إلا عن الجِهةِ التي يُريدُها.

وقيل: سُمِّيتْ بذلك مِنَ العِنانِ؛ لأنَّ الإنسانَ يأخُذُ عِنانَ الدَّابَّةِ بإحدى

<<  <  ج: ص:  >  >>