للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما إذا مشَى فأصابَه في ذلكَ عَثلٌ أو حَدبٌ فإنما يُجتهدُ له فيه، (قلتُ): أرَأيتَ الصُّلبَ إذا كسَرَه رَجلٌ فبَرأَ وعادَ لهَيئتِه أتكونُ فيه الدِّيةُ أم لا؟ (قالَ): ليسَ فيه ديَةٌ عندَ مالكٍ؛ لأنَّ مالكًا قالَ في كلِّ كَسرٍ خَطأٍ أنه إذا بَرأَ وعادَ لهَيئتِه أنه لا شيءَ فيه، إلا أنْ يكونَ عَمدًا يُستطاعُ القِصاصُ فيه، فإنه يُقتصُّ منه وإنْ كانَ عَظمًا، إلا في المَأمومةِ والمنقِّلةِ والجائِفةِ وما لا يُستطاعُ أنْ يُقتصَّ منه فلا شيءَ فيه مِنْ القَودِ إلا الدِّيةَ في عَمدِ ذلكَ مع الأدَبِ في العَمدِ (١).

دِيةُ الأسنَانِ:

اتَّفقَ الفُقهاءُ على أنَّ الأسنانَ سَواءٌ، وأنَّ فيها الدِّيةَ، في كلِّ سِنٍّ خَمسٌ مِنْ الإبلِ؛ لِما رواه ابنُ عبَّاسٍ أنَّ رَسولَ اللَّهِ قالَ: «الأسنانُ سَواءٌ، الثَّنيَّةُ والضِّرسُ سَواءٌ» (٢).

وعن ابنِ عبَّاسٍ عن النبيِّ «أنه قَضَى في السِّنِّ خَمسًا مِنْ الإبلِ» (٣).

قالَ ابنُ بطَّالٍ : واتَّفقَ جُمهورُ الفُقهاءِ على أنَّ ديَةَ الأسنانِ في الخَطأِ في كلِّ سِنٍّ خَمسٌ مِنْ الإبلِ (٤).


(١) «المدونة الكبرى» (١٦/ ٣١٢).
(٢) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه ابن ماجه (٢٦٥٠).
(٣) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه ابن ماجه (٢٦٥١).
(٤) «شرح صحيح البخاري» (٨/ ٥٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>