للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَأمورونَ بالإغلاظِ عليهم، ومَنهيُّونَ عن وُدِّهم، فلا نُظهِرُه، واللهُ أعلَمُ (١).

قَبولُ هَدايا غيرِ المُسلِمينَ:

كانَ يَقبلُ هَدايا مُخالِفيه من غيرِ المُسلِمينَ فقَبِل هَديةَ زَينبَ بِنتِ الحارِثِ اليَهوديةِ امرأةِ سَلامِ بنِ مِشكَمٍ في خَيبَرَ؛ حيثُ أهدَتْ له شاةً مَشويةً قد وضَعَت فيها السُّمَّ.

وقد قرَّرَ الفُقهاءُ قَبولَ الهَدايا من الكُفارِ بجَميعِ أَصنافِهم حتى من أهلِ الحَربِ.

قالَ ابنُ قُدامةَ في «المُغني»: ويَجوزُ قَبولُ هَديةِ الكُفارِ من أهلِ الحَربِ؛ لأنَّ النَّبيَّ قَبِل هَديةَ المُقَوقِسِ صاحِبِ مِصرَ (٢).

عيادةُ أهلِ الذِّمةِ:

عن أنسٍ قالَ: كانَ غُلامٌ يَهوديٌّ يَخدُمُ النَّبيَّ فمرِض فأَتاه النَّبيُّ يَعودُه فقعَدَ عندَ رأسِه فقالَ له: «أسلِمْ» فنظَرَ إلى أبيه وهو عندَه فقالَ له: أطِعْ أبا القاسِمِ، فأسلَمَ فخرَجَ النَّبيُّ وهو يَقولُ: «الحَمدُ للهِ الذي أنقَذَه من النارِ» (٣).


(١) «الأذكار» (٢٠٠).
(٢) «المغني» (١٢/ ٦٤١).
(٣) رواه البخاري (١٢٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>