إذا اختَلفَ الواهِبُ والمَوهوبُ له فقالَ الواهِبُ:«كانَت هِبةً»، وقالَ المَوهوبُ له:«كانَت صَدقةً»؛ فإنْ كانت بيِّنةٌ مع أحدِهما عُملَ بها، وإلا فالقَولُ قَولُ الواهِبِ عندَ الحَنفيةِ.
قالَ ابنُ نَجيمٍ ﵀: ولو اختَلَفا فقالَ الواهِبُ: «كانَت هِبةً»، وقالَ المَوهوبُ له:«كانَت صَدقةً»، فالقَولُ للواهِبِ، كذا في «فَتاوى قاضِيخان»(١).
وقالَ الإمامُ بُرهانُ الدِّينِ ابنُ مازةَ ﵀: في «الأصلِ» وإذا أرادَ الواهِبُ الرُّجوعَ في الهِبةِ فقالَ المَوهوبُ له: «أنا أَخوك»، أو قال» «عوَّضتُك»، أو «إنَّما تصَدَّقتَ به علَيَّ»، وكذَّبَه الواهِبُ، وكذلك إنْ كانت الهِبةُ خادِمةً، فقالَ:«وهَبتَها لي وهي صَغيرةٌ فكبِرَت عندي وازدادَت سِعرًا»، وكذَّبَه الواهِبُ، فالقَولُ قَولُ الواهِبِ وهذا استِحسانٌ، والقياسُ أنْ يَكونَ القَولُ قَولَ المَوهوبِ له، ولو كانَ المَوهوبُ أرضًا وفيها بِناءٌ أو كانَ شَجرًا
(١) «البحر الرائق» (٧/ ٢٩٧)، و «مجمع الأنهر» (٣/ ٥٠٩)، و «ابن عابدين» (٥/ ٧٠٩).