للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحَدُهما: يُفطِرُه كالكُحلِ.

والثاني: لا يُفطِرُه؛ لأنَّ مُجرَّدَ الطَّعمِ لا يُفطِرُ كمَن لَطَّخ باطِنَ قَدمَيْه بالحَنظَلِ فوجَد مَرارَتَه في حَلقِه لم يُفطِرْه (١).

ب- القُبلةُ لِلصائِمِ:

اتَّفَق الأئِمَّةُ الأربَعةُ على أنَّه تُكرَهُ القُبلةُ لِمَنْ لا يأمَنُ منها أنْ تُثيرَ شَهوتَه (٢).

والأصلُ في ذلك ما رَوت عائِشةُ قالت: «كان النَّبيُّ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وهو صَائِمٌ، وكان أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ» (٣).

ثم اختَلفُوا فيمَن لا يَخشى ذلك هل تُكرَهُ له أو لا؟

فذهَب الإمامُ أبو حَنيفةَ والشافِعيُّ وأحمدُ في رِوايةٍ إلى أنَّه لا يُكرَهُ له ذلك لِحَديثِ عائِشةَ المُتقَدِّمِ، ولِما رَواه مُسلِمٌ عن عَمرِو بنِ أبي سَلمةَ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فقال له رَسولُ اللَّهِ : «سَلْ هذه لِأُمِّ سَلَمَةَ». فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَصْنَعُ ذلك، فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، قد غَفَرَ اللهُ لكَ ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ. فقال له رَسولُ اللَّهِ : «أَمَا واللهِ إنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَخْشَاكُمْ له (٤).


(١) «الكافي» (١/ ٣٦١).
(٢) «الإفصاح» (١/ ٤١٠).
(٣) رواه البخاري (١٨٢٦)، ومسلم (١١٠٦).
(٤) رواه مسلم (١١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>