للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسأَلْهم بقَرابةٍ بينَه وبينَهم فتَخلَّفَ رَجلٌ بأَعقابِهم فأَعطاهُ سرًّا لا يَعلمُ بعَطيتِه إلا اللهُ ﷿، والذي أَعطاهُ وقَومٌ سارُوا لَيلتَهم حتى إذا كانَ النَّومُ أَحبَّ إليهم ممَّا يَعدلُ به فوَضَعوا رُؤوسَهم فقامَ يَتملَّقُني ويَتلو آياتِي، ورَجلٌ كانَ في سَريةٍ فلَقوا العَدوَّ فهُزِموا فأَقبلَ بصَدرِه حتى يُقتلَ أو يُفتَحَ له، والثَّلاثةُ الذينَ يُبغِضُهم اللهُ: الشَّيخُ الزانِي، والفَقيرُ المُختالُ، والغَنيُّ الظَّلومُ» (١) رَواهُما النَّسائيُّ (٢).

إذا قالَ: «أنا يَهوديٌّ أو نَصرانِيٌّ إنْ لَم أَفعلْ هذا أو إنْ فَعلتُ كذا»:

اختَلفَ الفُقهاءُ فيمن قالَ: «إن فَعلتُ كذا فهو يَهوديٌّ أو نَصرانِيُّ أو كافِرٌ» هل هي يَمينٌ مُكفَّرةٌ فإنْ لَم يَفعلْ وجَبَ عليه الكَفارةُ أو ليسَت بيَمينٍ ولا كَفارةٍ فيها؟

فذهَبَ المالِكيةُ والشافِعيةُ والحَنابِلةُ في رِوايةٍ إلى أنَّ مَنْ حلَفَ بما يَحظرُه الشَّرعُ كقولِه: «إنْ فَعلتُ كذا وكذا فأنا بَريءٌ مِنْ اللهِ، أو مِنْ رَسولِه أو «مِنْ الإِسلامِ» أو «أنا كافِرٌ به، أو بَريءٌ مِنْ الكَعبةِ» أو خارِجٌ مِنْ دِينِ الإِسلامِ»، أو «فأنا يَهودِيٌّ، أو وَثنيٌّ أو مُستَحلٌّ للخَمرِ أو المَيتةِ» لَم تَنعقِدْ يَمينُه، ولَم تَلزمْ بالحِنثِ فيها كَفارةٌ؛ لقولِ الله تَعالى: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ [الأنعام: ١٠٩]. فجعَلَها غايةَ الأَيمانِ وأَغلظَها، فلَم تَتغلَّظِ اليَمينُ بغيرِ اللهِ، وعن أَبي هُريرةَ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ: «لا تَحلِفوا بآبائِكم، ولا بأُمهاتِكم، ولا بالأَندادِ، ولا تَحلِفوا إلا باللهِ، ولا تَحلِفوا باللهِ إلا


(١) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ: رواه الترمذي (٢٥٦٨)، والنسائي (١٦١٥، ٢٥٧٠).
(٢) «المغني» (٩/ ٤٢٢، ٤٢٣)، و «كشاف القناع» (٦/ ٢٩٩، ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>