للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انطَلقتِ الأَلسنُ بمَدحِه والثَّناءِ عليه وانقادَ له عُلماءُ الدِّينِ وأَكابرُ السَّلفِ، وباللهِ التَّوفيقُ (١).

٤ - عِبادتُه وزُهدُه ووَرعُه :

قالَ بَحرُ بنُ نَصرٍ: ما رَأيتُ ولا سمِعتُ كانَ في عَصرِ الشافِعيِّ أَتقَى ولا أَورعَ من الشافِعيِّ، ولا أَحسَنَ صَوتًا منه بالقُرآنِ (٢).

وعن الحُسينِ الكَرابِيسيِّ قالَ: بِتُّ معَ الشافِعيِّ ثَمانينَ لَيلةً، فكانَ يُصلِّي ثُلثَ اللَّيلِ، وما رَأيتُه يَزيدُ عن خَمسينَ آيةً! فإذا أَكثَرَ فمِائةٌ، وكانَ لا يَمرُّ بآيةٍ إلا سألَ اللهَ لنَفسِه وللمُؤمِنينَ أَجمَعينَ، ولا يَمرُّ بآيةِ عَذابٍ إلا تَعوَّذَ باللهِ وسألَ النَّجاةَ لنَفسِه ولجَميعِ المُؤمِنينَ، فكأنَّما جمَعَ له الرَّجاءَ والرَّهبةَ معًا (٣).

وعن بَحرِ بنِ نَصرٍ قالَ: كُنا إذا أرَدْنا أنْ نَبكيَ، قُلنا بعضُنا لبعضٍ: قومُوا بِنا إلى هذا الفَتى المَطلبِيِّ نَقرأُ القُرآنَ، فإذا أتَيْناه استَفتحَ القُرآنَ حتى تَتساقَطُ الناسُ بينَ يدَيه ويَكثرُ عَجيجُهم بالبُكاءِ فإذا رَأى ذلك أَمسَكَ عن القِراءةِ من حُسنِ صَوتِه (٤).


(١) «مناقب الإمام الشافعي» لفخر الدين الرازي بتحقيق أحد حجازي السقا (٦٦) الناشر/ مكتبة الكليات الأزهرية.
(٢) «مناقب الشافعي» للبيهقي (٢/ ١٥٨).
(٣) السابق (١/ ١٥٨)، و «تاريخ بغداد» (٢٠/ ٦٣).
(٤) «تاريخ بغداد» (٢/ ٦٤)، و «تهذيب الكمال» (٢٤/ ٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>