للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُجَسَّدَةٍ، فهي شِعارُ الكُفرِ، ومَأوَى الشَّيطانِ، وقد كَرِهَ الفُقهاءُ الصَّلاةَ على البُسُطِ والحُصرِ المُصوَّرةِ، كما صرَّح بهِ أصحابُ أبي حَنيفَةَ وأصحابُ أحمدَ، وهي تُمتَهَنُ وتُداسُ بالأرجُلِ؛ فكيف إذَا كانَت في الحِيطانِ والسُّقوفِ (١).

الصَّلاةُ على الحَصيرِ والخُمرةِ والبُسُطِ مِنْ الصُّوفِ والشَّعرِ وغيرِها:

قال ابنُ بطَّالٍ : كلُّ ما يُصلَّى عليه كَبيرًا طُولَ الرَّجلِ فأكثرَ، فإنَّه يُقالُ لهُ: حَصيرٌ، ولا يُقالُ لهُ: خُمرةٌ، وكلُّ ذلك يُصنَعُ مِنْ سَعَفِ النَّخلِ وما أشبَهَهُ (٢).

قالَ الإمامُ النَّوويُّ : جَوازُ الصَّلاةِ على الحَصيرِ وسائرِ ما تُنبِتُه الأرضُ مُجمَعٌ عليهِ (٣).

وقالَ الشَّوكانيُّ وقد ذَهب إلى استِحبابِ الصَّلاةِ على الحَصيرِ أكثرُ أهلِ العِلمِ، كمَا قالَ التِّرمذِيُّ، قالَ: إلَّا أنَّ قَومًا مِنْ أهلِ العِلمِ اختَاروا الصَّلاةَ على الأرضِ استِحبابًا. اه (٤).


(١) «حاشية الطحطاوي» (١/ ٢٤٢)، و «عُمدَة القارِي» (٤/ ١٩٢)، و «المدوَّنة» (١/ ٩٠١)، و «كفاية الطالب» (١/ ٢١١)، و «الكافي» لابنِ عبد البَرِّ (١/ ٦٥)، و «الأوسط» (٢/ ١٩٣، ١٩٤)، و «أسنى المطالب» (١/ ١٧٤)، و «المغني» (٢/ ٢٧٠)، و «بداية المجتهد» (١/ ١٦٩)، و «مجموع الفتاوى» (٢٢/ ١٦٢)، و «أحكامُ أهلِ الذِّمَّةِ» لابن القيم (٣/ ١٢٣٠، ١٢٣٣).
(٢) «فتح الباري» (١/ ٥٨٣).
(٣) «شرح مُسلِم» (٥/ ١٦٣).
(٤) «نَيلُ الأَوطارِ» (٢/ ١٢٩)، و «سنن التِّرمذي» (٢/ ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>