للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المُسلمينَ وزالَتِ الشُّبهةُ فيه للنُّصوصِ الوارِدةِ فيه كلَحمِ الخِنزيرِ والزِّنا وأشباهِ هذا ممَّا لا خِلافَ فيه كفَرَ (١).

وقالَ الإمامُ النَّوويُّ : مَنْ جحَدَ مُجمَعًا عليهِ فيه نَصٌّ وهو مِنْ أمورِ الإسلامِ الظاهِرةِ التي يَشتركُ في مَعرفتِها الخَواصُّ والعَوامُّ كالصلاةِ أو الزكاةِ أو الحَجِّ أو تَحريمِ الخَمرِ أو الزِّنا ونحوِ ذلكَ فهو كافرٌ (٢).

تَفاوُتُ مَراتِبِ الفاحِشةِ:

مَراتبُ الفاحِشةِ مُتفاوِتةٌ بحَسبِ مَفاسدِها، فالمُتخِذُ خِدنًا مِنْ النساءِ والمُتخِذةُ خِدنًا مِنْ الرِّجالِ أقَلُّ شرًّا مِنْ المُسافِحِ والمُسافِحةِ مع كلِّ أحَدٍ.

والمُستخفِي بما يَرتكبُه أقَلُّ إثمًا مِنْ المُجاهِرِ المُستعلِنِ، والكاتمُ له أقلُّ إثمًا مِنْ المُخبِرِ المُحدِّثِ للناسِ به، فهذا بعيدٌ مِنْ عافيةِ اللهِ تعالى وعَفوِه كما قالَ النبيُّ : «كُلُّ أمَّتِي مُعافًى إلا المُجاهِرينَ، وإنَّ مِنْ المُجاهَرةِ أنْ يَعملَ الرَّجلُ باللَّيلِ عَملًا ثمَّ يُصبحَ وقد سَتَرَه اللَّهُ عليه فيقولَ: يا فُلانُ عَمِلتُ البارِحةَ كذا وكذا، وقد باتَ يَسترُه رَبُّه، ويُصبِحُ يَكشفُ سِترَ اللَّهِ عنه» (٣).

وفي الحَديثِ الآخَرِ عنهُ: «مَنْ ابتُليَ مِنْ هذهِ القاذُوراتِ بشَيءٍ فلْيستتِرْ بسِترِ اللهِ، فإنه مَنْ يُبْدِ لنا صَفحتَه نُقِمْ عليهِ كتابَ اللهِ».


(١) «المغني» (٩/ ٢١).
(٢) «روضة الطالبين» (٢/ ١٧٥).
(٣) رواه البخاري (٥٧٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>