للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا لو شَكَكْنا في العُضوِ هل هو مُنفصِلٌ مِنْ حَيٍّ أو ميِّتٍ، لَم نُصلِّ عليه (١).

وذهَبَ الحَنفيةُ والمالِكيةُ إلى أنَّه إنْ وُجدَ أكثَرُ مِنْ نِصفِه غُسِّلَ وصُلِّي عليه، وإنْ وُجدَ النِّصفُ لا يُغسَّلُ ولا يُصلَّى عليه إلا إذا وُجدَ معه الرأسُ عندَ الحَنفيةِ؛ لأنَّ الشَّرعَ ورَدَ بغُسلِ الميِّتِ، والميِّتُ اسمٌ لِكلِّه، ولو وُجدَ الأكثَرُ منه غُسِّل؛ لأنَّ لِلأكثَرِ حُكمَ الكُلِّ (٢).

غُسلُ الكافِرِ:

لا خِلافَ بينَ الفُقهاءِ على أنَّه لا يَجبُ على المسلِمينَ غُسْلُ الكافِرِ، سَواءٌ كانَ ذِميًّا أو غيرَه؛ لأنَّه ليسَ مِنْ أهلِ العِبادةِ ولا مِنْ أهلِ التطهُّرِ، ولأنَّ الغُسلَ وجَبَ كَرامةً وتَعظيمًا للميِّتِ، والكافِرُ ليسَ مِنْ أهلِ استِحقاقِ الكَرامةِ والتَّعظيمِ.

كما أنَّهم اتَّفقوا على أنَّه إذا كانَ الكافِرُ أجنبيًّا لا يُغسَّلُ.

واختلَفوا في الكافِرِ إنْ كانَ ذا رحِمٍ، فذهَبَ المالِكيةُ والحَنابِلةُ في المَذهبِ إلى أنَّه لا يُغسَّلُ ولا يُقبَرُ، إلا أنْ يُخافَ ضَياعُه فيُوارَى.


(١) «المجموع» (٦/ ٣٣٧).
(٢) «بدائع الصنائع» (٢/ ٣١١، ٣١٢)، و «المبسوط» (٢/ ٥٤)، و «الدر المختار» (١/ ١٠٦)، و «الذخيرة» (٢/ ٢٩٤)، و «الفواكه الدواني» (١/ ٢٩٩)، و «المجموع» (٦/ ٣٣٧، ٣٤٠)، و «الحاوي الكبير» (٣/ ٣٢)، و «التنبيه» (١/ ٥١)، و «الأم» (١/ ٢٦٨، ٢٦٩)، و «حلية العلماء» (٢/ ٣٠٠)، و «المغني» (٣/ ٣٠٣)، و «المبدع» (٢/ ٦٢٦)، و «الإنصاف» (٢/ ٥٣٦، ٥٣٨)، و «كشاف القناع» (٢/ ١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>