للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: رَميُ الجِمارِ:

رَميُ الجِمارِ في اللُّغةِ: هو القَذفُ بالأحجارِ الصِّغارِ، وهي الحَصى، إذِ الجِمارُ جَمعُ جَمرةٍ، والجَمرةُ هي الحَجرُ الصَّغيرُ، وهي الحَصاةُ.

وفي عُرفِ الشَّرعِ: هو القَذفُ بالحَصى في زمانٍ مَخصوصٍ، ومَكانٍ مَخصوصٍ، وعَددٍ مَخصوصٍ (١).

وقد أجمَعتِ الأمُّةُ على وُجوبِ رَميِ الجِمارِ، رَميِ جَمرةِ العَقَبةِ يومَ النَّحرِ بسَبعِ حَصَياتٍ، وعلى وُجوبِ رَميِ الجِمارِ في أيامِ التَّشريقِ الثَّلاثةِ يَرمي في كلِّ يَومٍ جَمرةً بسَبعِ حَصَياتٍ، فيَكونُ لكلِّ جَمرةٍ في الأيامِ الثَّلاثةِ إحدى وعِشرينَ حَصاةً، فجميعُ ما يُرمى في أيامِ التَّشريقِ ثَلاثٌ وسِتونَ حَصاةً، مثلَ حَصى الحَذفِ، تَبدَأُ بالأُولى التي تَلي مَسجدَ الخَيفِ، ثم الوُسطى ثم الثالِثةِ وهي جَمرةُ العَقَبةِ.

فلو ترَك الرَّميَ حتى فاتَ وقتُه صحَّ حَجُّه ولزِمه الدَّمُ.

والدَّليلُ على وُجوبه قولُ النَّبيِّ وفِعلُه، أما قولُه فما رُوي أنَّ رَجلًا سأَله، وقال: نَحَرتُ قبلَ أنْ أرميَ، قال: «ارْمِ ولا حرجَ» (٢). وظاهرُ الأمرِ يَقتَضي وُجوبَ العَملِ.

وأمَّا فِعلُه فلأنَّه رَمى، وأفعالَ النَّبيِّ فيما لم


(١) «بدائع الصنائع» (٣/ ٨٥)
(٢) رواه البخاري (١٢٤)، ومسلم (١٣٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>