للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ المالِكيةُ: اللِّعانُ: حَلِفُ زَوجٍ مُسلمٍ مُكلَّفٍ على رُؤيةِ زِنَا زَوجتِه أو على نَفيِ حَملِها منهُ وحَلفُها على تَكذيبِه أربعًا مِنْ كلٍّ مِنهُما (١).

وقالَ ابنُ عرَفةَ : اللِّعانُ: حَلِفُ زَوجٍ على زِنَا زَوجتِه أو نَفيِ حَملِها اللَّازمِ له، وحَلفُها على تَكذيبِه إنْ أوجَبَ نُكولُها حَدَّها بحُكمِ قاضٍ (٢).

وقالَ الشافِعيةُ: اللِّعانُ في الشَّرعِ: عِبارةٌ عن كَلِماتٍ مَعلومةٍ جُعلَتْ حُجَّةً للمُضطرِّ إلى قَذفِ مَنْ لطَّخَ فِراشَه وألحَقَ بهِ العارَ، أو إلى نَفيِ وَلدٍ عنهُ (٣).

لماذا سُمِّي لِعانًا؟ وما سَببُه؟

جُعِلَ اللِّعانُ المَعروفُ حُجَّةً للمُضطرِّ إلى قَذفِ مَنْ لطَّخَ فِراشَه وألحَقَ العارَ به، وسُمِّيَ لِعانًا؛ لاشتِمالِه على كَلمةِ اللَّعنِ.


(١) «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٣/ ٣٩٣)، و «حاشية الصاوي على الشرح الصغير» (٦/ ٨).
(٢) «التاج والإكليل» (٣/ ١٨٥)، و «مواهب الجليل» (٥/ ٣٦٨)، و «شرح مختصر خليل» (٤/ ١٢٤)، وقالَ الخِرَشيُّ : وخرَجَ بقَولِه: «اللَّازمِ» الحَملُ غيرُ اللَّازمِ له؛ فإنه لا لِعانَ فيهِ، كما إذا أتَتْ به لأقَلَّ مِنْ ستَّةِ أشهُرٍ مِنْ يَومِ العَقدِ، وكذا إذا كانَ الزوجُ خَصيًّا، وخرَجَ بقَولِه: «وحَلِفُها … إلخ» ما إذا حلَفَ ونكَلَتْ ولم يُوجِبِ النُّكولُ حَدَّها، كما إذا غُصبَتْ فأنكَرَ ولَدَها وثبَتَ الغَصبُ فلا لِعانَ عليها واللِّعانُ عليه وحْدَه، وخرَجَ بقَولِه: «بحُكمٍ قاضٍ» لِعانُ الزوجةِ والزوجِ مِنْ غيرِ حُكمٍ؛ فإنه ليسَ بلِعانٍ شرعيٍّ.
(٣) «النجم الوهاج» (٨/ ٨٥)، و «مغني المحتاج» (٥/ ٥٦)، و «تحفة المحتاج» (٩/ ٧٠٠)، و «الديباج» (٣/ ٥٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>