للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقُرآنُ؛ فإنْ دخَلَ فيه فذاك، وإنْ أحَبَّ اللَّحاقَ بمأمَنِه أُلحِق به، ولم يُعرَضْ له قبلَ وُصولِه إليه، فإذا وصَلَ مأمَنَه عادَ حَربيًّا كما كانَ (١).

إلا أنَّني هنا سأتكَلَّمُ عن أهلِ الذِّمةِ مُفصِّلًا، وقد ذكَرَتُ أحكامَ أهلِ الحَربِ وأهلِ الهُدنةِ كما سبَقَ.

أولاً: أهلُ الذِّمةِ:

التَّعريفُ:

الذِّمةُ في اللُّغةِ: الأمانُ والعَهدُ، فأهلُ الذِّمةِ أهلُ العَهدِ، والذِّميُّ: هو المُعاهَدُ (٢).

والمُرادُ بأهلِ الذِّمةِ في اصطِلاحِ الفُقهاءِ: المُعاهَدونَ من اليَهودِ والنَّصارى وغيرِهم الذين يُقرُّونَ على كُفرِهم بشَرطِ بَذلِ الجِزيةِ والتِزامِ أحكامِ الإسلامِ في مُقابِلِ الأمنِ على أنفُسِهم وأموالِهم (٣).

وتَحصُلُ الذِّمةُ لأهلِ الكِتابِ ومَن في حُكمِهم بالعَقدِ أو القَرائنِ أو التَّبعيةِ، فيُقرُّونَ على كُفرِهم في مُقابِلِ الجِزيةِ، كما سبَقَ تَفصيلُه.

ولا تَلازُمَ بينَ أهلِ الذِّمةِ وأهلِ الكِتابِ، فقد يَكونُ ذِميًّا غيرَ كِتابيٍّ، وقد يَكونُ كِتابيًّا غيرَ ذِميٍّ، وهُم مَنْ كانَ في غيرِ دارِ الإسلامِ من اليَهودِ والنَّصارى.


(١) «أحكام أهل الذمة» (١/ ٣٣٥، ٣٣٦).
(٢) «المصباح المنير»، ولسان العرب، والقاموس مادة: «ذمم».
(٣) «جواهر الإكليل» (١/ ١٠٥)، و «منح الجليل» (١/ ٤٧٥)، و «حاشية الدسوقي» (٢/ ٢٠٠)، و «كشاف القناع» (٣/ ١١٦)، «الروض المربع» (٢/ ١٥)، و «شرح منتهى الإرادات» (١/ ٦٥٨)، و «أحكام أهل الذمة» (١/ ٣٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>