للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العَدالةُ، وهذا مَوجودٌ فيما إذا انفَرَدتا، وإنَّما يُخشَى من سُوءِ ضَبطِ المَرأةِ وَحدَها وسُوءِ حِفظِها، فقُوِّيَت بامرَأةٍ أُخرى (١).

اشتِراطُ لَفظِ الشَّهادةِ:

اختَلفَ الفُقهاءُ في حُكمِ اشتِراطِ لَفظِ الشَّهادةِ هل يُشتَرطُ في الشاهِدِ أنْ يَقولَ: «أشهَدُ»، أو لا يُشتَرطُ ويَكونُ المَدارُ على ما يَدلُّ على حُصولِ عِلمِ الشاهِدِ بما شهِدَ، ك «رأيتُ كذا وسمِعتُ كذا»؟

ذهَبَ الحَنفيةُ والمالِكيةُ في قَولٍ والشافِعيةُ والحَنابِلةُ في المَذهبِ إلى أنَّه لا تُقبلُ الشَّهادةُ إلا بلَفظِ الشَّهادةِ، فلا تُقبلُ بغَيرِها من الأَلفاظِ كلَفظِ الإِخبارِ والإِعلامِ ونَحوِهما، وإنْ كانَ يُؤدِّي مَعنى الشَّهادةِ تَعبُّدًا غيرَ مَعقولِ المَعنى.

فيَقولُ «أشهَدُ» أو «شهِدتُ»، فلا يَكفي «أنا شاهِدٌ» بكذا؛ لأنَّه إِخبارٌ عما اتَّصَفَ به، كقَولِه: «أنا مُتحمِّلٌ شَهادةً على فُلانٍ بكذا».

أو «لا أعلَمُ» أو «أتحقَّقُ» أو «أعرِفُ» أو «أتيَقَّنُ»؛ لأنَّه لم يأتِ بالفِعلِ المُشتَقِّ من لَفظِ الشَّهادةِ.

أو «أشهَدُ بما وَضَعتُ به خَطِّي» لما فيه من الإِجمالِ، والإِبهامِ، وفي «النُّكت»: القَولُ بالصِّحةِ أوْلَى.

لكنْ لو قالَ مَنْ تَقدَّمَه غَيرُه بالشَّهادةِ: «بذلك أشهَدُ، أو كذلك أشهَدُ» صحَّ لاتِّضاحِ مَعناه (٢).


(١) «الطرق الحكمية» ص (١٣٥)، و «إعلام الموقعين» (١/ ١٩٥).
(٢) «بدائع الصنائع» (٦/ ٢٧٣)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ١٣٨)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٦/ ٦٠)، و «النجم الوهاج» (١٠/ ٣٣٩)، و «مغني المحتاج» (٦/ ٤١٣)، و «زاد المعاد» (٣/ ٤٩٢، ٤٩٣)، و «الإنصاف» (١٢/ ١٠٨، ١٠٩)، و «شرح منتهى الإرادات» (٦/ ٧٠٧)، و «مطالب أولي النهى» (٦/ ٦٤٩)، و «منار السبيل» (٣/ ٥٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>