قال ابنُ القَيمِ ﵀: ومِن فوائدِها أنَّها قُربانٌ يُقرَّبُ به عن المَولودِ في أولِ أوقاتِ خُروجِه إلى الدُّنيا، والمَولودُ يَنتفِعُ بذلك غايةَ الانتِفاعِ كما يَنتفعُ بالدُّعاءِ له وإحضارِه مَواضعَ المَناسكِ والإحرامِ عنه وغيرِ ذلك.
ومن فَوائدِها: أنَّها تَفكُّ رِهانَ المَولودِ فإنَّه مُرتهَنٌ بعَقيقتِه، قال الإمامُ أحمدُ: مُرتهَنٌ عن الشَّفاعةِ لوالِديْه، وقال عَطاءُ بنُ أبي رَباحٍ: مُرتهَنٌ بعَقيقتِه، قال: يُحرَمُ شَفاعةَ وَلدِه.
ومِن فَوائدِها: أنَّها فِديةٌ يُفدَى بها المَولودُ كما فَدى اللهُ سُبحانَه إسماعيلَ الذَّبيحَ بالكَبشِ، وقد كان أهلُ الجاهِليةِ يَفعلونها ويُسمُّونها عَقيقةً، ويُلطِّخون رأسَ الصَّبيِّ بدَمِها، فأقرَّ رَسولُ اللهِ ﷺ الذَّبحَ وأبطَل اسمَ العُقوقِ ولَطخَ رأسِ الصَّبيِّ بدَمِها، فقال: لا أُحبُّ العُقوقَ، وقال: لا يُمسُّ رأسُ المَولودِ بدَمٍ، وأخبَر ﷺ أنَّ ما يُذبحُ عن المَولودِ إنَّما ينبَغي أنْ يَكونَ على سَبيلِ النُّسكِ كالأُضحيَّةِ والهَديِ، فقال:«مَنْ أَحبَّ أنْ يَنسكَ عن وَلدِه فليَفعلْ» فجعَلها على سَبيلِ الأُضحيَّةِ التي جعَلها اللهُ ﷾ نُسكًا وفِداءً لِإسماعيلَ ﵇ وقُربةً إليه ﷿، وغيرُ مُستبعَدٍ في حِكمةِ اللهِ في شَرعِه وقَدرِه أنْ يَكونَ سَببًا لحُسنِ إنباتِ الوَلدِ ودوامِ سَلامتِه وطُولِ حَياتِه في حِفظِه من ضَررِ الشَّيطانِ حتى يَكونَ كلُّ عُضوٍ منها فِداءَ كلِّ عُضوٍ منه، ولهذا يُستحبُّ أنْ يُقالَ عليها ما يُقالُ على الأُضحيَّةِ.