وكتَبَ إلى أبي هُريرةَ ﵁: أمَّا بَعدُ؛ فإنَّ للنَّاسِ نَفرةً عن سُلطانِهم فأَعوذُ باللهِ أنْ تُدرِكَني وإِياك، أقِمِ الحُدودَ ولو ساعةً من النَّهارِ، وإذا حضَرَك أَمرانِ أحدُهما للهِ والآخَرُ للدُّنيا فآثِرْ نَصيبَك من اللهِ؛ فإنَّ الدُّنيا تَنفَدُ والآخِرةَ تَبقى، عُدْ مَرضى المُسلِمينَ واشهَدْ جَنائِزَهم وافتَحَ بابَك وباشِرْهم، وأبعِدْ أهلَ الشَّرِّ وأنكِرْ أَفعالَهم ولا تَستعِنْ في أَمرٍ من أُمورِ المُسلِمينَ بمُشرِكٍ، وساعِدْ على مَصالحِ المُسلِمينَ بنَفسِك؛ فإنَّما أنتَ رَجلٌ منهم غيرَ أنَّ اللهَ تَعالى جعَلَك حامِلًا لِأثقالَهم (١).
السلامُ على أهلِ الذِّمةِ وكيف يُرَدُّ عليهم إذا سلَّموا:
رَوى الإمامُ مُسلِمٌ في «صَحيحِه» تحتَ بابِ النَّهيِ عن ابتِداءِ أهلِ الكِتابِ بالسلامِ وكيفَ يُرَدُّ عليهم:
عن أنسِ بنِ مالِكٍ ﵁ أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ قالَ: «إذا سلَّمَ عليكم أهلُ الكِتابِ فقولوا: وعليكم».
وعن أنَسٍ ﵁ أنَّ أَصحابَ النَّبيِّ ﷺ قالُوا للنَّبيِّ ﷺ: إنَّ أهلَ الكِتابِ يُسلِّمونَ علينا فكيفَ نَردُّ عليهم؟ قالَ: «قُولوا: وعليكُم».
وعن عبدِ اللهِ بنِ دِينارٍ أنَّه سمِعَ ابنَ عُمرَ ﵄ يَقولُ: قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: «إنَّ اليَهودَ إذا سلَّموا عليكم يَقولُ أحدُهم: السَّامُ عليكم. فقُلْ: عليك». وفي رِوايةٍ أنَّهُ قالَ: «فقولوا: وعليك».
(١) «أحكام أهل الذمة» (١/ ١٦٤، ١٦٦)، وانظر: في هذا كتابي «أحكام أهل الذمة» ص (١٥٦، ٢٠٠).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute