وقَد ذكَرَ فُقهاءُ المَذاهبِ الأربَعةِ صِيَغًا صَريحةً في الظِّهارِ لا تَفتقرُ إلى نيَّةٍ، وصِيغَ كِناياتٍ تَفتقرُ إلى نيَّةٍ، فإنْ نَوى بها الظهارَ صارَ مُظاهِرًا، وإنْ لم يَنوِ بها فلا يَكونُ مُظاهِرًا كما في سائرِ الكِناياتِ.
قالَ الحَنفيةُ: الصِّيغةُ -وهي رُكنُ الظِّهارِ عندَهم-: أنْ يَقولَ الرَّجلُ لزَوجتِه: «أنتِ عليَّ كظَهرِ أُمِّي، أو كبَطنِ أمِّي، أو كفَخذِها، أو كفَرجِها» فهو مُظاهِرٌ، وكذا إذا شبَّهَها بعُضوٍ مِنْ أمِّه لا يَجوزُ النَّظرُ إليه فهو كتَشبيهِه بظَهرِها، وكذلكَ إذا شبَّهَها بمَن لا يَحلُّ له مُناكَحتُها على التأبيدِ مِنْ ذَواتِ مَحارمِه مثلَ أُختِه أو عمَّتِه أو أمِّه مِنْ الرَّضاعةِ أو أُختِه مِنْ الرَّضاعةِ؛ لأنهنَّ حَرامٌ على التأبيدِ.