للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ لأَبي ذرٍّ : «يا أبَا ذرٍّ إنِّي أراكَ ضَعيفًا وَإنِّي أُحبُّ لك ما أُحبُّ لنَفسِي لا تأمَّرنَّ على اثنَينِ ولا تَولَّينَّ مالَ يَتيمٍ» (١).

ثانيًا: الأَخبارُ التي تَدلُّ على مَدحِ القَضاءِ:

وأمَّا السُّنةُ: فعن عَمرِو بنِ العاصِ أنَّه سمِعَ رَسولَ اللهِ يَقولُ: «إذا حكَمَ الحاكمُ فاجتهَدَ ثُم أصابَ فله أَجرانِ وإذا حكَمَ فاجتهَدَ ثُم أخطَأَ فله أَجرٌ» (٢).

ورَوى ابنُ مَسعودٍ أنَّ النَّبيَّ قالَ: «لا حَسدَ إلا في اثنَتينِ: رَجلٌ آتاهُ اللهُ مالًا فسلَّطَه على هَلكَتِه في الحَقِّ، وآخَرُ آتاهُ اللهُ حِكمةً فهو يَقضي بها ويُعلمُها» (٣).

وتَأويلُ ذلك: أنَّ الأَخبارَ التي تَدلُّ على ذَمِّه مَحمولةٌ على مَنْ علِمَ مِنْ نَفسِه أنَّه لا يَقومُ بالقَضاءِ؛ إمَّا لجَهلِه أو لقِلةِ أَمانتِه.

والأَخبارُ التي تَدلُّ على مَدحِه مَحمولةٌ على مَنْ علِمَ مِنْ نَفسِه القِيامَ بالقَضاءِ لعِلمِه وأَمانتِه.

والدَّليلُ على صِحةِ هذا التَّأويلِ: ما رُويَ عن بُريدةَ أنَّ النَّبيَّ قالَ: «القُضاةُ ثَلاثةٌ قاضيانِ في النارِ وقاضٍ في الجنةِ،


(١) أخرجه مسلم (١٨٢٦).
(٢) أخرجه البخاري (٦٩١٩)، ومسلم (١٧١٦).
(٣) أخرجه البخاري (٦٧٢٢)، ومسلم (٨١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>