للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّفعِ؛ إذ مَنفعتُه إدراكُ الرَّوائحِ والأنتانِ أكثَرَ مِنْ الطيِّباتِ، فيكونُ التأذِّي أكثرَ مِنْ التلذُّذِ (١).

ديَةُ الشَّفتينِ:

أجمَعَ أهلُ العِلمِ على أنَّ في الشَّفتينِ الدِّيةُ؛ لقَولِ النبيِّ : «وفي الشَّفَتينِ الدِّيةُ» (٢)، ولأنهُما عُضوانِ ليسَ في البَدنِ مثلُهما، فيهما جَمالٌ ظاهرٌ ومَنفعةٌ كامِلةٌ، فإنهُما طَبقٌ على الفمِ تَقِيانِه ما يُؤذيه ويَسترانِ الأسنانَ ويَرُدَّانِ الريقَ ويَنفخُ بهما ويَتمُّ بهما الكَلامُ؛ فإنَّ فيهما بعضَ مَخارجِ الحُروفِ، فتَجبُ فيهما الدِّيةُ كاليَدينِ والرِّجلينِ (٣).

قالَ أبو عُمرَ ابنُ عبدِ البَرِّ : أجمَعَ العُلماءُ مِنْ السَّلفِ والخلَفِ أنَّ في الشفَتينِ الدِّيةَ (٤).

وقالَ ابنُ قُدامةَ : لا خِلافَ بينَ أهلِ العِلمِ على أنَّ في الشَّفتينِ الدِّيةُ (٥).

وقالَ الإمامُ ابنُ رُشدٍ : العُلماءُ أجمَعوا على أنَّ في الشَّفتينِ الدِّيةَ كامِلةً، والجُمهورُ على أنَّ في كلِّ واحِدةٍ منهُما نصفُ الدِّيةِ (٦).


(١) «مغني المحتاج» (٥/ ٣٢٠).
(٢) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ: رواه النسائي (٤٨٥٣)، والحاكم في «المستدرك» (١٤٤٧).
(٣) «المغني» (٨/ ٣٤٩)، و «الكافي» (٤/ ١٠٢).
(٤) «الاستذكار» (٨/ ٨١).
(٥) «المغني» (٨/ ٣٤٩).
(٦) «بداية المجتهد» (٢/ ٣١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>