للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ ابنُ نَجيمٍ الحَنفيُّ : قَولُه: (ومُنقطِعُ الغُزاةِ) هو المُرادُ بقَولِه تعالَى: ﴿وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٦٠] وهو اختِيارٌ منه لقَولِ أبي يُوسفَ وعندَ مُحمدٍ مُنقطِعُ الحاجِّ، وقيلَ: طَلبةُ العِلمِ، واقتَصرَ عليه في «الفَتاوى الظَّهيريَّة» وفسَّرَه في «البَدائِع» بجَميعِ القُربِ فيَدخلُ فيه كلُّ مَنْ سَعى في طاعةِ اللهِ تعالَى وسَبيلِ الخَيراتِ إذا كانَ مُحتاجًا (١).

وقد صرَّحَ المالِكيةُ بأنَّه يُشتَرطُ في الغازِي أنْ يَكونَ ممَّن يَجبُ عليه الجِهادُ لكَونِه مُسلِمًا ذكَرًا بالِغًا قادِرًا، وأنَّه يُشتَرطُ أنْ يَكونَ من غيرِ آلِ البَيتِ (٢).

الضَّربُ الثاني: مَصالحُ الحَربِ.

وهذا الضَّربُ ذكَرَه المالِكيةُ، فالصَّحيحُ عندَهم أنَّه يَجوزُ الصَّرفُ من الزَّكاةِ في مَصالحِ الجِهادِ الأُخرى غيرِ إِعطاءِ الزَّكاةِ، نحوَ بِناءِ أَسوارٍ للبَلدِ


(١) «البحر الرائق» (٢/ ٢٦٠)، وينظر: «بدائع الصنائع» (٢/ ٤٩٣، ٤٩٤)، و «مختصر القدوري» (٥٩)، و «حاشية ابن عابدين» (٢/ ٣٤٣)، و «حاشية الطحطاوي» (١/ ٤٧٢)، و «درر الحكام» (٢/ ٣٩٤)، و «الجوهرة النيرة» (١/ ٤٩٠)، و «العناية» (٣/ ١٩٧)، و «الهداية» (١/ ١١٢).
(٢) «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (١/ ٤٩٧)، و «الاستذكار» (٣/ ٢١٣)، و «الإشراف» (١/ ١٩٣)، و «بلغة السالك» (١/ ٤٢٩)، و «أحكام القرآن» لابن العربي (٢/ ٩٥٧)، و «المجموع» (٧/ ٣٤٨)، و «تحفة المحتاج» (٣/ ٩٦)، و «الأم» (٢/ ٦٠)، و «الروضة» (٢/ ٣٢١)، و «الحاوي الكبير» (٢/ ٥١٢)، و «المغني» (٦/ ٣٣٣)، و «منار السبيل» (١/ ٢٤٣)، و «مطالب أولي النهى» (٢/ ١٤٧، ١٤٨)، و «الإفصاح» (١/ ٣٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>