للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَفي الصُّورَتَيْنِ جُعلُ مِثلِه إنِ اعتادَهُ: أي: كانَ عادَتُه الإتيانَ بالأُبَّاقِ أو غيرَ ذلك؛ فالمعنَى أنَّ مَنِ اعتادَ جَلبَ ما ضَلَّ إذا أتَى بشَيءٍ مِنه فله جُعلُ مِثلِه إذا لَم يَسمَعْ رَبُّها، فإنْ سمِعه فله ما سمَّى (١).

٢ - اختِلافُ الجاعِلِ والعامِلِ في قَدْرِ الجُعلِ:

اختَلفَ الفُقهاءُ فيما إذا اختَلفَ المالِكُ والعامِلُ في قَدْرِ الجُعلِ بعدَ العَملِ والتَّسليمِ، بأنْ قالَ المالِكُ: خَمسةٌ، وقالَ العامِلُ: بَلْ عَشَرةٌ، مثلًا.

فَقالَ الحَنابِلةُ في المَذهبِ: القَولُ قَولُ الجاعِلِ؛ لأنَّه مُنكِرٌ، والأصْلُ بَراءَتُه ممَّا لَم يَعترِفْ به.

وقالَ الشَّافِعيَّةُ والحَنابِلةُ في قَولٍ: يَتحالَفانِ، كما في البَيعِ، إذا اختَلفَ المُتَبايِعانِ في السِّلعةِ بعدَ هَلاكِها، ووجَب لِلعامِلِ أُجرةُ المِثلِ (٢).

وقالَ المالِكيَّةُ: إذا تَخالَفا بعدَ تَمامِ العَملِ في قَدْرِ الجُعلِ، ولَم يُشبِها، فأنَّهما يَتحالَفانِ ويُرَدُّ العامِلُ إلى جُعلِ مِثلِه، ومَن أشبَهَ فالقَولُ قَولُه، وإنْ أشبَها معًا مثلَما إذا أشبَهَ العامِلُ، يَكونُ القَولُ قوله، ونُكولُهما كَحَلِفِهِما، ويُقضَى لِلحالِفِ على النَّاكِلِ.


(١) «حاشية الصاوي على الشرح الصغير» (٩/ ١٠٧، ١٠٨).
(٢) «روضة الطالبين» (٤/ ٩٤)، و «البيان» (٧/ ٤١٣)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٥٥٠)، و «نهاية المحتاج» (٥/ ٥٤٨)، و «النجم الوهاج» (٦/ ١٠٢)، و «الديباج» (٢/ ٥٨٧)، و «حاشية قليوبي وعميرة» (٣/ ٣٣٠)، و «المبدع» (٥/ ٢٦٩)، و «الإنصاف» (٦/ ٢٩٢)، و «كشاف القناع» (٤/ ٢٥٢)، و «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>