للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو مَيْتَةٍ» فليسَ بحالِفٍ؛ لأنَّها مَعصيةٌ ومُرتكبُها لا يَكونُ كافرًا، ولأنَّ المَيتةَ قد أُبيحَت عندَ الضَّرورةِ.

وأما إذا قالَ: «إنْ فَعلتُ كذا فأنَا مُستحِلٌّ للخَمرِ أو للمَيتةِ أو للرِّبَا» فإنَّه يَكونُ حالِفًا؛ لأنَّ مُعتقِدَ ذلك كافِرٌ، فهوَ كما إذا قالَ: «فأنا يَهوديٌّ» (١).

إذا قالَ: «عليَّ نَذرٌ» أو «للهِ عليَّ نَذرٌ»:

اختَلفَ الفُقهاءُ فيمن قالَ: «عليَّ نَذرٌ» أو «للهِ عليَّ نَذرٌ» هل يُعتبَرُ يَمينًا ويُكفَّرُ عنها أو لا كَفارةَ فيها؟

فذهَبَ الحَنفيةُ والمالِكيةُ والحَنابِلةُ إلى أنَّ مَنْ قالَ: «عليَّ نَذرٌ» أو نَذرَ للهِ فهو يَمينٌ وعليه كَفارةُ يَمينٍ؛ لحَديثِ ابنِ عَباسٍ أنَّ النَّبيَّ قالَ: «مَنْ نذَرَ نَذرًا لَم يسَمِّه فكَفارتُه كَفارةُ يَمينٍ ومَن نذَرَ نَذرًا في مَعصيةٍ فكَفارتُه كَفارةُ يَمينٍ ومَن نذَرَ نَذرًا لا يُطيقُه فكَفارتُه كَفارةُ يَمينٍ ومَن نذَرَ نَذرًا أطَاقَه فليَفِ به» (٢).

وعن عُقبةَ بنِ عامرٍ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ : «كَفارةُ النَّذرِ إذا لَم يسمَّ كَفارة يَمينٍ» (٣).


(١) «الاختيار» (٤/ ٦٢، ٦٣)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ٢٠، ٢١)، و «اللباب» (٢/ ٣٨٦)، و «المغني» (٩/ ٤٠٠، ٤٠١)، و «الكافي» (٤/ ٣٨٣)، و «شرح الزركشي» (٣/ ٣٠٥)، و «المبدع» (٩/ ٢٧٣، ٢٧٤)، و «الإنصاف» (١١/ ٣٢)، و «كشاف القناع» (٦/ ٣٠٥)، و «منار السبيل» (٣/ ٤٢٠).
(٢) ضَعِيف مرفوعًا: رواه أبو داود (٣٣٢٢)، وابن ماجه (٢١٢٨).
(٣) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ: رواه الترمذي (١٥٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>