للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ ابنُ القَيمِ : والأُمةُ مُجمِعةٌ على جَوازِ أكلِ الهَديةِ وإنْ كانت مِنْ فاسِقٍ أو كانت من صَبيٍّ، ومَن نازَعَ في ذلك لم يُمكِنْه العَملُ بخِلافِه وإنْ قالَه بلِسانِه (١).

مَحاسِنُها:

قالَ البابَرتيُّ : ومِن مَحاسنِها جَلبُ المَحبةِ (٢).

وقالَ ابنُ القَيمِ : الهَديةُ إذا شرُفَت وخرَجَت عن حَدِّ الحَقارةِ وقَعَت مَوقعًا حَسنًا عندَ المُهدَى إليه، ودلَّت على شَرفِ نَفسِ المُهدِي وكِبَرِ هِمَّتِه (٣).

وقالَ الزَّيلَعيُّ : وقد سَمَّى اللهُ نَفسَه بالوَهابِ؛ إذْ ورَدَ في الآيةِ الكَريمةِ: ﴿الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩)[ص: ٩] ويَكفي ذلك لإِثباتِ مَحاسنِ الهِبةِ.

والبَشرُ إذا باشَرَها فقد اكتسَبَ من أشرَفِ الصِّفاتِ؛ لمَا فيها من استِعمالِ الكَرمِ وإزالةِ شُحِّ النَّفسِ وإدخالِ السُّرورِ في قَلبِ المَوهوبِ له، وإيراثِ المَودةِ والمَحبةِ بينَهما، وإزالةِ الضَّغينةِ والحَسدِ، ولهذا مَنْ باشَرَها كانَ من المُفلِحين، قالَ اللهُ تَعالى: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)[الحشر: ٩] (٤).


(١) «بدائع الفوائد» (٤/ ٨٢٠).
(٢) «العناية» (١٢/ ٢٦٥).
(٣) «تحفة المولود» ص (٤٩).
(٤) «تبين الحقائق» (٥/ ٩١)، و «ابن عابدين» (٨/ ٤١٩)، و «درر الحكام» (٢/ ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>