للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحيحةُ وخاطَبَه كمُخاطبتِه الأُولى وهو يَتباعدُ منه إلى أنْ يَقولَ: «لا أسمَعُه إلى أكثَرَ منها»، ويُمتحَنُ بمُخاطبتِه أيضًا في ذلكَ مِنْ جميعِ الجِهاتِ، فإذا اتَّفقَتْ .. عُلِّمَ على ذلكَ المَوضعِ، ويُنظَرُ كم قَدرُ ذلكَ مِنْ المَسافةِ الأُولى؟ ويَجبُ له مِنْ ديَةِ الأذنِ بقدرِ ما بَقيَ مِنْ المَسافةِ التي لم يَسمعْ منها في العَليلةِ.

وإنْ قطَعَ أذُنَيهِ فذهَبَ سَمعُه منهُما .. وجَبَتْ عليهِ ديَتانِ، كما لو قطَعَ يَديهِ ورِجليهِ (١).

إذا ضرَبَ رَجلٌ رَجلاً فادَّعَى المضروبُ أنَّ سمْعَه ذهَبَ:

قالَ ابنُ المُنذرِ : وإذا ضرَبَ رَجلٌ رَجلًا فادَّعَى المَضروبُ أنَّ سمْعَه ذهَبَ فالذي حَفظتُه عن أهلِ العِلمِ أنْ يُغتفَلَ المَضروبُ فيُصاحَ به، فإنْ أجابَ في بَعضِ ما يُغتفلُ به جَوابَ مَنْ يَسمعُ لم يُقبلْ قولُه.

وإنْ لم يُجِبْ إذا اغتُفلَ فيُصاحُ به: «احلِفْ باللهِ لقدْ صَممْتَ وما وجَدْتَ صَممًا إلا منذُ ضُربْتَ هذه الضربةَ»، فإذا حلَفَ أُعطيَ عقْلَه كامِلًا، هذا مَذهبُ المَدنِيِّ والكوفِيِّ والشافِعيِّ وغيرِهم (٢).


(١) «البيان» (١١/ ٥٢٠، ٥٢٢)، ويُنظَر: «مختصر اختلاف العلماء» (٥/ ١٢٤)، و «الهداية» (٤/ ١٨٠)، و «الحاوي الكبير» (١٢/ ٢٤٣)، و «التمهيد» (١٧/ ٣٨٢)، و «الاستذكار» (٨/ ٨٤)، و «الكافي» (٥٩٨)، و «بداية المجتهد» (٢/ ٣١٦)، و «المهذب» (٢/ ٢٠١)، و «الكافي» (٤/ ٩٩)، و «شرح الزركشي» (٣/ ٥٠).
(٢) «الإشراف» (٧/ ٤٠٨)، و «الحاوي الكبير» (١٢/ ٢٤٤)، و «البيان» (١١/ ٥٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>