قالَ القاضِي أَبو بَكرِ بنِ العَربيِّ:«الموطأ» هو الأصلُ الأولُ واللُّبابُ، وكتابُ البُخاريِّ هو الأصلُ الثانِي في هذا البابِ، وعليهما بَنى الجَميعُ، كمُسلمٍ والتِّرمذيِّ.
وقد صنَّفَ الإمامُ مالِكٌ «الموطأ»: وتَوخَّى فيه القَويَّ من أَحاديثِ أهلِ الحِجازِ، ومزَجَه بأَقوالِ الصَّحابةِ والتابِعينَ ومَن بعدَهم.
وقد وضَعَ مالِكٌ «الموطأ»: على نحوِ عَشرةِ آلافِ حَديثٍ، فلَم يَزلْ يَنظرُ فيه، في كلِّ سَنةٍ، ويُسقطُ منه حتى بقِيَ هذا.
وقد أخرَجَ ابنُ عبدِ البَرِّ عن عُمرَ بنِ عبدِ الواحدِ صاحبِ الأَوزاعيِّ، قالَ: عرَضْنا على مالِكٍ «الموطأ» في أرَبعينَ يومًا، فقالَ: كتابٌ ألَّفتُه في أرَبعينَ سَنةً أخَذتُموه في أربَعينَ يومًا؟ ما أقلَّ ما تَفقهونَ فيه!