نَصَّ الفُقهاءُ على أنَّ ألفاظَ الإيلاءِ تَنقسمُ إلى صَريحٍ وكِنايةٍ، والصَّريحُ لا يَحتاجُ إلى نيَّةٍ، والكِنايةُ تَحتاجُ إلى نيَّةٍ.
قالَ الحَنفيةُ: الألفاظُ التي يَقعُ بها الإيلاءُ نَوعانِ: صَريحٌ وكِنايةٌ:
أما الصَّريحُ: فكُلُّ لفظٍ يَسبقُ إلى الفَهمِ مَعنى الوِقاعِ منه كقَولِه: «لا أقرَبُكِ، لا أُجامعُكِ، لا أطَؤُكِ، لا أُباضعُكِ، لا أَغتسِلُ مِنكِ مِنْ جَنابةٍ»؛ لأنَّ المُباضَعةَ المُضافةَ إليها يُرادُ بها الوِقاعُ عادةً، والاغتِسالُ مِنْ الجنابَةِ مِنها لا يَكونُ إلا مِنْ الجِماعِ في الفَرجِ، وكذلكَ لو قالَ:«لا أفتَضُّكِ» وهي بِكرٌ؛ لأنَّ الافتِضاضَ لا يكونُ إلا بالمُجامَعةِ.
ولو قالَ:«لا وَطئتُكِ في الدُّبرِ، أو فيما دونَ الفَرجِ» لم يَصرْ مُوليًا.
ولو قالَ:«لا جامَعتُكِ إلا جِماعَ سُوءٍ» سُئلَ عن نيَّتِه، فإنْ قالَ:«أردْتُ الوَطءَ في الدُّبرِ» صارَ مُوليًا، وإنْ قالَ:«أردْتُ جِماعًا ضَعيفًا لا يَزيدُ على نحوِ التِقاءِ الخِتانَينِ» فليسَ بمُولٍ، وكذا إنْ لم تَكنْ له نِيةٌ، وإنْ قالَ:«أردْتُ دونَ ذلكَ» فهوَ مُولٍ.
وأما الكِنايةُ: فكلُّ لَفظٍ لا يَسبقُ إلى الفَهمِ مَعنى الوِقاعِ منه ويَحتملُ غيرَه، فما لم يَنوِ لا يَكونُ إيلاءً، كقَولِه: لا أمَسُّها، لا آنِيها، لا أدخُلُ بها، لا أَغشَاها، لا يُجمَعُ رأسُها ورأسِي، لا أبِيتُ معكِ في فِراشٍ، لا أُصاحِبُها، لا يُقرَبُ فِراشُها»، أو لَيَسُوءَنَّها، أو لَيَغيظِنَّها.