للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَحاسِنُ الرَّهنِ:

ومِن مَحاسِنِ الرَّهنِ أنَّ فيه النَّظَرَ مِنَ الجانبَيْنِ: مِنْ جانِبِ الراهِنِ، ومِن جانِبِ المُرتَهَنِ:

أمَّا مِنْ جانِبِ الراهِنِ: فإنَّ المُرتَهَنَ قد يَكونُ لَدودَ الخِصامِ فرُبَّما يَزيدُ في تَشدُّدِه بحيثُ لا يَدَعُ الراهِنَ يَقتاتُ، فاللهُ تَعالَى رَحِمَه وشَرَع الرَّهنَ لِيَسهُلَ أمرُه ويَنفَسِحَ به صَدرُه إلى أنْ يَقدِرَ على تَحصيلِ ما يُؤدِّي به دَينَه في فَسْخِه، ويَصونُ به عِرضَه في مُهلَتِه.

وأمَّا جانِبُ المُرتَهَنِ: فإنَّ دَينَه على عُرضةِ الهَلاكِ والتَّلَفِ؛ لِما عَسى أنْ يُذهِبَ الراهِنُ مالَه بالتَّبذيرِ والسَّرَفِ، أو يَقومَ له غُرماءُ يَستَوفونَ له، أو يَجحَدَ وليس لِلمُرتَهَنِ بَيِّنةٌ، أو يَموتَ مُفلِسًا بغَيرِ كَفالةٍ مُتعَيَّنةٍ، فنَظَر الشارِعُ لِلمُرتَهَنِ فشَرَع الرَّهنَ لِيَصِلَ إلى دَينِه بآكَدِ الأمورِ وأوثَقِ الأشياءِ حتى لو لَم يُقِرَّ بدَينِه كان فائِزًا بما يُعادِلُه مِنْ رَهنِه (١).

وقال المَوصِلِيُّ : شُرِعَ الرَّهنُ وَثيقةً لِلاستِيفاءِ لِيَضجَرَ الراهِنُ بحَبسِ عَينِه، فيُسارِعَ إلى إيفاءِ الدَّينِ لِيَفتَكَّها فيَنتفِعَ بها ويَصِلَ المُرتَهَنُ إلى حَقِّه (٢).


(١) «الجوهرة النيرة» (٣/ ١٧٦، ١٧٧).
(٢) «الاختيار» (٢/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>