للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويَضحكونَ منه ثم يَضربونَه بالمِحراقِ، وكذا يَكفرُ الجميعُ؛ لاستخفافِهم بالشرعِ، وكذا لو لم يَجلسْ على مَكانٍ مُرتفعٍ ولكن يَستهزئُ بالمُذكِّرينَ ويَتمشَّى والقومُ يَضحكونَ، وبإلقاءِ الفَتوى على الأرضِ حينَ أتَى بها خَصمُه، وبقولِه: «لا تَذهبْ وإنْ ذَهبتَ تَطلقُ امرأتُكَ» استِهزاءً بالعِلمِ والعلماءِ جوابًا لمَن قالَ: «إلى مَجلسِ العِلمِ» جوابًا لقولِه: «أين تذهب؟»، وبقولِه: «قَصعةٌ مِنْ ثَريدٍ خيرٌ مِنْ العلمِ»، لا بقولِه «خَيرٌ مِنْ اللهِ» لإرادتِه أنها نِعمةٌ مِنْ اللهِ، والأولُ لا تأويلَ له سِوى الاستِخفاف بالعِلمِ …

ويَكفرُ بتَلقينِ كَلمةِ الكُفرِ ليَتكلمَ بها ولو على وَجهِ اللعبِ، وبأمرِه امرأةً بالارتدادِ لتَبِينَ مِنْ زَوجِها، وبالإفتاءِ بذلكَ وإنْ لم تَكفرِ المَرأةُ؛ بناءً على أنَّ الرضا بكُفرِ غيرِه كُفرٌ، وقيلَ: لا، وبعَزمِه على أنْ يَأمرَ بالكُفرِ …

وبإبدالِه حَرفًا أو آيةً مِنْ القُرآنِ عَمدًا، وباعتِقادِ أنَّ الخَراجَ مِلكُ السُّلطانِ، لا بقولِه: «أنا فِرعونُ أو إبليسُ»، إلا إذا قالَ: «اعتِقادي كاعتقادِ فِرعونَ»، ومَن حسَّنَ كلامَ أهلِ الأهواءِ وقالَ: «مَعنويٌّ أو كلامٌ له مَعنًى صَحيحٌ» إنْ كانَ ذلكَ كُفرًا مِنْ القائلِ كفَرَ المُحسِّنُ، وكذا مَنْ حسَّنَ رُسومَ الكَفرةِ …

وأجمَعوا على أنَّ مَنْ شَكَّ في إيمانِه فهو كافرٌ، وهو أنْ يَكونَ مُصدِّقًا لكنْ يَشكُّ أنَّ هذا التَّصديقَ إيمانٌ أو كُفرٌ (١).


(١) «البحر الرائق» (٥/ ١٢٩، ١٣٤)، ويُنظَر: «شرح فتح القدير» (٦/ ٩٨)، و «الدر المختار» (٤/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>