للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ المالِكيةُ: يَكونُ كُفرُ المُسلمِ بصَريحٍ مِنْ القَولِ، كقَولهِ: «أُشرِكُ باللهِ، أو أكفرُ باللهِ».

أو قَولٍ يَقتضي الكُفرَ، أي يَدلُّ عليه، كأنْ يَجحدَ ما عُلِمَ مِنْ الدِّينِ بالضرورةِ كوُجوبِ الصلاةِ ولو جُزءًا منها، وكذا إذا قالَ: «اللهُ جِسمٌ مُتحيِّزٌ».

وقَولٍ بقِدَمِ العالَمِ -وهو ما سِوى اللهِ تعالى-؛ لأنه يَستلزمُ عَدمَ الصانعِ، فمَن قالَ: «إنَّ العالَمَ -وهو ما سِوى اللهِ- قديمٌ» فقدْ كفَرَ؛ لأنه يُؤدِّي إلى أنَّ صانِعَ العالَمِ غيرُ اللهِ، وكذلكَ إذا قالَ ببَقائِه، والمرادُ بالقِدَمِ القِدمُ الذاتِيُّ لا الزمانِيُّ، وكذلك إذا شَكَّ في القِدمِ أو البَقاءِ للعالَمِ؛ لأنه يَستلزمُ إنكارَ القيامةِ، ولو اعتَقدَ حُدوثَه وهو تَكذيبٌ للقُرآنِ.

أو أنكَرَ مُجمَعًا عليه كوُجوبِ الصلاةِ أو تَحريمِ الزنا، أو حِلَّ مُجمَعٍ على عدمِ إباحتِه ممَّا عُلِمَ مِنْ الدِّينِ ضرورةً بكِتابٍ أو سُنةٍ مُتواتِرةٍ.

أو جوَّزَ اكتِسابَ النبوَّةِ بسَببِ رِياضةٍ؛ لأنه يَستلزمُ جَوازَ وُقوعِها بعدَ النبيِّ .

أو سَبَّ نَبيًّا مُجمَعًا على نُبوتِه أو مَلكًا مُجمَعًا على مَلَكيَّتِه.

أو عرَّضَ بسَبٍّ لنَبيٍّ أو مَلكٍ، بأنْ قالَ عندَ ذِكرِه: «أما أنا فلستُ بزانٍ أو بساحرٍ».

أو ألحَقَ بنَبيٍّ أو مَلكٍ نَقصًا وإنْ ببَدنِه كعَرجٍ وشَللٍ، أو وُفورِ عِلمِه؛ إذ كُلُّ نَبيٍّ أعلَمُ أهلِ زَمانِه، وسيِّدُهم أعلَمُ الخَلقِ، أو زُهدِه (١).


(١) «التاج والإكليل» (٥/ ٣٠٦، ٣٠٧)، و «مواهب الجليل» (٨/ ٢٦٧، ٢٦٨)، و «شرح مختصر خليل» (٨/ ٦٢، ٦٥)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٦/ ٢٨١، ٢٨٥)، و «تحبير المختصر» (٥/ ٣١٤، ٣١٦)، و «حاشية الصاوي على الشرح الصغير» (١٠/ ٢١٥، ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>