﵄ «طلَّقَ امرأتَهُ حالَةَ الحَيضِ فسَألَ عن ذلكَ رَسولَ اللهِ فقالَ النَّبيُّ ﷺ: أَخطأْتَ السُّنةَ، ما هَكذا أمَرَكَ ربُّكَ، إنَّ مِنَ السُّنّةِ أنْ تَستَقبِلَ الطُّهرَ استِقبالًا فتُطَلِّقَهَا لِكلِّ طُهرٍ تطليقَةً، فتلكَ العِدَّةُ الَّتي أمَرَ اللهُ تعالَى أنْ يُطلَّقَ لها النِّساءُ» (١). فسَّرَ رَسولُ اللهِ الطَّلاقَ لِلعدَّةِ بالثَّلاثِ في ثلاثةِ أطهارٍ، واللهُ ﷿ أمَرَ بهِ، وأدنَى درَجاتِ الأمْرِ لِلنَّدبِ، والمَندوبُ إليهِ يكونُ حسَنًا، ولأنَّ رَسولَ اللهِ نصَّ على كَونِه سُنَّةً حَيثُ قالَ: «إنَّ مِنْ السُّنةِ أنْ تَستقبِلَ الطُّهرَ استِقبالًا فتُطَلِّقَها لِكلِّ طُهرٍ تطليقةً».
والدَّليلُ عليهِ ما رُويَ عَنْ إبراهيمَ النَّخَعيِّ في حِكايتِه عنِ الصَّحابةِ ﵃ أجمَعينَ: «وكانَ ذلكَ عِنْدَهُمْ أحسَنَ مِنْ أنْ يُطلِّقَ الرَّجلُ امرأتَهُ ثلاثًا في ثلاثةِ أطهارٍ»، وإذا كانَ ذلكَ أحسَنَ مِنْ هذا كانَ هذَا حسَنًا في نفْسِه ضَرورةً.
(١) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ: رواه الدارقطني في «سننه» (٣٩٧٤)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (١٤٧٣٢) عَنْ شُعيبُ بنُ رُزَيقٍ أنَّ عَطاءً الخُراسانِيَّ حدَّثهُ، عنِ الحسَنِ قالَ: حدَّثَنا عَبدُ اللهِ بنُ عُمرَ أنَّهُ طلَّقَ امرَأتَهُ تَطلِيقةً وهيَ حائِضٌ، ثُمَّ أَرادَ أنْ يُتبِعَها تَطليقَتَينِ أُخراوَينِ عِنْدَ القُرئَينِ الباقِيَينِ فبَلَغَ ذَلكَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فقالَ: «يا ابنَ عُمَرَ ما هكَذا أمَرَكَ اللهُ إِنَّكَ قدْ أَخطأْتَ السُّنةَ، والسُّنةُ أنْ تَستَقبِلَ الطُّهرَ فتُطَلِّقَ لِكُلِّ قُرْءٍ» قالَ: فَأمرَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ فراجَعْتُها ثُمَّ قالَ: «إذا طَهُرَتْ فَطلِّقْ عِنْدَ ذَلكَ أو أَمسِكْ»، فقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ أفَرأَيتَ لَو أنِّي طَلَّقتُها ثَلاثًا كانَ يَحلُّ لِي أنْ أُراجِعَها؟ قالَ: «كانَتْ تَبِينُ مِنْكَ وتكُونُ مَعصِيَةً»، قالَ البَيهقيُّ: هذهِ الزِّياداتُ الَّتِي أُتِيَ بِها عَنْ عَطاءٍ الخُراسانِيِّ لَيسَتْ فِي رِوايةِ غيرِهِ، وقدْ تَكلَّمُوا فيهِ، ويُشبِهُ أنْ يكُونَ قولُهُ: «وتكُونُ معصِيَةً» راجِعًا إِلى إيقاعِ ما كانَ يُوقِعُه مِنْ الطَّلاقِ الثَّلاثِ فِي حالِ الحَيضِ، واللهُ أعلَمُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute