وعن أبي رافعٍ مولَى رسولِ اللهِ ﷺ: «أنَّ رسولَ اللهِ تزوَّجَ مَيمونةَ حَلالًا، وبنَى بها حَلالًا، وكنتُ الرَّسولَ بينَهما» رواهُ أحمَدُ والتِّرمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ، ولا نعلمُ أحدًا أسنَدَه غيرَ حمَّادِ بنِ زيدٍ عن مطرٍ، ورواه مالكٌ عن رَبيعةَ عن سُليمانَ أنَّ النبيَّ ﷺ .. مُرسَلًا، ورواه سليمانُ بنُ بلالٍ عنَ ربيعَة مُرسلًا، وهذهِ الروايةُ مقدَّمةٌ على روايةِ ابنِ عباسٍ لوُجوهٍ: أحدُها: أنها هي المنكوحةُ وهي أعلَمُ بالحالِ التي تزوَّجَها رسولُ اللهِ ﷺ فيها هل كانَتْ في حالِ إحرامِه أو في غيرِها مِنْ ابنِ عبَّاسٍ. الثاني: أنَّ أبا رافعٍ كانَ الرسولَ بينَهُما، وهو المُباشِرُ للعَقدِ، فهو أعلَمُ بالحالِ التي وقَعَ فيها مِنْ غيرِه. الثالثُ: أنَّ ابنَ عباسٍ كانَ إذْ ذاكَ صبيًّا له نحوٌ مِنْ عَشرِ سِنينَ، وقد يَخفَى على مَنْ هذهِ سنُّه تفاصيلُ الأمورِ التي جرَتْ في زمَنِه؛ أمَّا أولًا: فلعَدمِ كمالِ الإدراكِ والتَّمييزِ، وأما ثانيًا: فلِأنه لا يُداخِلُ في هذهِ الأمورِ ولا يُباشِرُها، وإنما يَسمعُها مِنْ غيرِه إمَّا في ذلكَ الوقتِ أو بعدَه.