للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= بينَكم لتَأكُلوا مِنْ وَليمتِها، فقالُوا: لا حاجةَ لنا في وَليمتِكَ فاخرجْ مِنْ عندِنا، فخرجَ حتَّى أتى سَرفًا وأعرَسَ بها». قيلَ عنه أجوبةُ أحَدُها: أنه قد روَى يزيدُ بنُ الأصَمِّ عن مَيمونةَ: «أنَّ رسولَ اللهِ تزوَّجَها وهي حَلالٌ، قالَ: وكانَتْ خالَتِي وخالةَ ابنِ عباسٍ» رواهُ مسلمٌ وابنُ ماجه، وفي روايةٍ لأحمدَ والتِّرمذيِّ والبرقانِيِّ عن يزيدَ عن مَيمونةَ: «أنَّ رَسولَ اللهِ تزوَّجَها حلالًا، وبنَى بها حَلالًا، وماتَتْ بسَرفٍ، فدفَنَّاها في الطَّلحةِ التي بنَى بها فيها»، وفي روايةٍ لأبي داودَ: «تزوَّجَني ونحنُ حَلالانِ بسَرفٍ».
وعن أبي رافعٍ مولَى رسولِ اللهِ : «أنَّ رسولَ اللهِ تزوَّجَ مَيمونةَ حَلالًا، وبنَى بها حَلالًا، وكنتُ الرَّسولَ بينَهما» رواهُ أحمَدُ والتِّرمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ، ولا نعلمُ أحدًا أسنَدَه غيرَ حمَّادِ بنِ زيدٍ عن مطرٍ، ورواه مالكٌ عن رَبيعةَ عن سُليمانَ أنَّ النبيَّ .. مُرسَلًا، ورواه سليمانُ بنُ بلالٍ عنَ ربيعَة مُرسلًا، وهذهِ الروايةُ مقدَّمةٌ على روايةِ ابنِ عباسٍ لوُجوهٍ:
أحدُها: أنها هي المنكوحةُ وهي أعلَمُ بالحالِ التي تزوَّجَها رسولُ اللهِ فيها هل كانَتْ في حالِ إحرامِه أو في غيرِها مِنْ ابنِ عبَّاسٍ.
الثاني: أنَّ أبا رافعٍ كانَ الرسولَ بينَهُما، وهو المُباشِرُ للعَقدِ، فهو أعلَمُ بالحالِ التي وقَعَ فيها مِنْ غيرِه.
الثالثُ: أنَّ ابنَ عباسٍ كانَ إذْ ذاكَ صبيًّا له نحوٌ مِنْ عَشرِ سِنينَ، وقد يَخفَى على مَنْ هذهِ سنُّه تفاصيلُ الأمورِ التي جرَتْ في زمَنِه؛ أمَّا أولًا: فلعَدمِ كمالِ الإدراكِ والتَّمييزِ، وأما ثانيًا: فلِأنه لا يُداخِلُ في هذهِ الأمورِ ولا يُباشِرُها، وإنما يَسمعُها مِنْ غيرِه إمَّا في ذلكَ الوقتِ أو بعدَه.

<<  <  ج: ص:  >  >>