للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنا أنظُرُ إلى الحَبَشةِ يَلعبونَ في المَسجدِ» (١)، ويَومَ فرَغَ النبيُّ مِنْ خُطبةِ العيدِ مضَى إلى النِّساءِ فذكَّرَهنَّ ومعهُ بلالٌ فأمَرَهنَّ بالصَّدقةِ، ولأنهنَّ لو مُنِعْنَ النظرَ لَوَجبَ على الرِّجالِ الحِجابُ كما وجَبَ على النِّساءِ؛ لئلَّا يَنظرْنَ إليهم.

ولأنَّ الرَّجلَ يَعملُ في شُغلِه ويَمشي بينَ النَّاسِ بإزارٍ واحِدٍ، فلو لم يَجُزِ النَّظرُ إليه لَضاقَ الأمرُ على النَّاسِ.

ولأنَّ النِّساءَ كُنَّ يَحضُرنَ الصَّلاةَ مع رسولِ اللهِ في المَسجدِ، ولا بُدَّ أنْ يقَعَ نظَرُهنَّ على الرِّجالِ، فلو لم يَجُزْ لم يُؤمَرْنَ بحُضورِ المَسجدِ والمُصلَّى، ولأنه أُمِرَتِ النِّساءُ بالحِجابِ عنِ الرِّجالِ ولم يُؤمَرِ الرِّجالِ بالحجابِ (٢).

قالَ ابنُ قُدامةَ : فأمَّا حَديثُ نَبْهانَ فقالَ أحمَدُ: نَبهانُ روَى حَديثَينِ عَجيبَينِ، يعنِي هذا الحديثَ وحَديثَ: «إذا كانَ لِإحداكُنَّ مُكاتَبٌ فلْتَحتجِبْ منهُ»؛ وكأنه أشارَ إلى ضَعفِ حَديثِه؛ إذ لم يَرْوِ إلَّا هذَينِ


(١) رواه البخاري (٩٨٨)، ومسلم (٨٩٢).
(٢) «المبسوط» (١٠/ ١٤٨)، و «الهداية» (٤/ ٨٥)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ٣٦٠)، و «العناية» (١٤/ ٢٣٨)، و «مرقاة المفاتيح» (٦/ ٢٦٠)، و «تحفة الأحوذي» (٨/ ١٥)، و «روضة الطالبين» (٤/ ٦٦٦، ٦٦٧)، و «النجم الوهاج» (٧/ ٣٠)، و «مغني المحتاج» (٤/ ٢٢٢، ٢٢٣)، و «تحفة المحتاج» (٨/ ٥٠٣)، و «نهاية المحتاج» (٦/ ٢٢٥، ٢٢٦)، و «المغني» (٧/ ٨١)، و «الكافي» (٣/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>