للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغَريبِ الجَديدِ، فأمَّا المَعهودُ الَّذي دامَ النَّظرُ إليه مُدةً فإنه يَضعُفُ الحِسُّ عن تَمامِ إدراكِه والتأثُّرِ به، ولا تَنبعثُ به الشَّهوةُ (١).

وعنِ الشَّافعيِّ قالَ: أيُّما أهل بَيتٍ لم تَخرجْ نِساؤُهم إلى رجالِ غيرِهم كانَ في أولادِهم حُمقٌ.

والقَرابةُ القَريبةُ عندَ الشَّافعيةُ هي مَنْ في أولِ دَرجاتِ العُمومةِ والخُؤولةِ، بخلافِ ابنِ بنتِ العمِّ أو ابنِ الخالِ، بل هيَ أَولى مِنْ الأجنبيةِ؛ لانتفاءِ ذلكَ مع حُنوِّ الرَّحمِ (٢).

وقالَ الخطيبُ الشربينيُّ : قولُه: «ليسَتْ قرابةً قَريبةً» هذا مِنْ نفيِ الموصوفِ المقيَّدِ بصفةٍ، فيَصدقُ بالأجنبيةِ والقَرابةِ البعيدةِ، وهي أَولى منها، واستَدلَّ الرَّافعيُّ لذلكَ تبعًا ل «الوَسيط» بقَولِه : «لا تَنكِحُوا القَرابةَ القريبةَ، فإنَّ الولَدَ يُخلَقُ ضاوِيًا» أي نَحيفًا، وذلكَ لضعفِ الشَّهوةِ، غيرَ أنَّه يَجيءُ كريمًا على طَبعِ قَومِه، قالَ ابنُ الصَّلاحِ: ولم أجدْ لهذا الحديثِ أصلًا مُعتمَدًا، قالَ السُّبكيُّ: فيَنبغي أنْ لا يَثبتَ هذا الحُكمُ؛ لعدمِ الدَّليلِ، وقد زوَّجَ النبيُّ عَليًّا بفاطِمةَ وهي قَرابةٌ قَريبةٌ. اه.


(١) «إحياء علوم الدين» (٢/ ٤١).
(٢) «الديباج» (٣/ ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>