للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهَبَ جمُهورُ الفُقهاءِ الحَنفيةُ والمالِكيةُ في الصَّحيحِ مِنْ المَذهبِ والشافِعيةُ في مُقابلِ الأَصحِّ والحَنابِلةُ في المَذهبِ إلى أنَّه يَصحُّ إِسلامُه استِقلالًا، فيُورَّثُ مِنْ قَريبِه المُسلِمِ (١).

وقد بيَّنَ الإِمامُ ابنُ القَيمِ قَولَ الشافِعيةِ وقَولَ الجُمهورِ حيثُ قالَ : إِسلامُ الصَّبيِّ يَحصلُ بخَمسةِ أَشياءَ مُتفَقٍ على بعضِها ومُختلَفٍ في بعضِها:

الأَولُ: إِسلامُه بنَفسِه إذا عقَلَ الإِسلامَ: فيَصحُّ عندَ الجُمهورِ، وهو مَذهبُ أَبي حَنيفةَ ومالِكٍ وأَحمدَ وأَصحابِهم.

والذين قالوا بصِحةِ إِسلامِه قالوا يَصحُّ باطِنًا وظاهِرًا، حتى لو رجَعَ عنه أُجبِرَ عليه، ولو أقامَ على رُجوعِه كانُ مُرتدًّا، ومَنصوصٌ عن الشافِعيِّ أنَّه لا يَصحُّ إِسلامُه، ولأَصحابِه وَجهانِ آخرانِ:

أَحدُهما: أنَّه يُوقفُ إِسلامُه، فإنْ بلَغَ واستمَرَّ على حُكمِ الإِسلامِ تيقَّنَّا أنَّه كانَ مُسلِمًا مِنْ يَومئذٍ، وإنْ وصَفَ الكُفرَ تبيَّنَّا أنَّه كانَ لَغوًا، وقد عبَّرَ عن هذا بصِحةِ إِسلامِه ظاهِرًا لا باطِنًا.


(١) «الاختيار» (٤/ ١٨١، ١٨٢)، و «الإشراف على نكت مسائل الخلاف» (٣/ ٢٧٥، ٢٧٧)، و «شرح مختصر خليل» (٥/ ١١)، و «الحاوي الكبير» (١٣/ ١٧١)، و «روضة الطالبين» (٤/ ٢٣٥، ٢٣٦)، و «النجم الوهاج» (٦/ ٧٣، ٧٥)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٥٣٣)، و «تحفة المحتاج» (٨/ ٦٦٩، ٦٧٤)، و «الإفصاح» (٢/ ٦٧)، و «المغني» (٩/ ٢٢، ٢٤)، و «الكافي» (٤/ ١٥٥)، و «الشرح الكبير» (١٠/ ٨٣)، و «شرح الزركشي» (٣/ ٩٢)، و «المبدع» (٩/ ١٧٤، ١٧٥)، و «الإنصاف» (١٠/ ٣٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>