للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ- فإذا شرَطَ النَّظرَ لنَفسِه في ابتِداءِ الوَقفِ ثُمَّ أسنَدَ النَّظرَ إلى غَيرِه بأنْ قالَ: «جَعَلتُ النظرَ، أو فوَّضْتُه، أو أسنَدتُه إلى زيدٍ» فله عَزلُه ونَصبُ غيرِه مكانَه؛ لأنه نائِبٌ عنه، أشبَهَ الوَكيلَ.

وفي وَجهٍ للشافِعيةِ والحَنابلةِ: ليسَ له العَزلُ؛ لأنَّ مِلكَه زالَ، فلا تَبقى وِلايتُه عليه (١).

ب- أنْ يَشترطَ الواقفُ النَّظرَ لغَيرِه حالَ الوَقفِ كأنْ يَقولَ: «وَقَفتُ هذا الشيءَ بشَرطِ أنْ يَكونَ فُلانٌ ناظرًا عليه»، فليسَ له عَزلُه عندَ الشافِعيةِ والحَنابلةِ؛ لأنه لا نظَرَ له بعد شَرطِه لغَيرِه، إلا أنْ يَشترطَ الواقفُ لنَفسِه عزْلَ الناظرِ، فله عَزلُه عندَ الحَنابلةِ.

قالَ الشافِعيةُ: إذا شرَطَ الواقفُ لشَخصٍ نظَرَه حالَ الوَقفِ فليسَ له عَزلُه ولو لمَصلحةٍ؛ لأنه لا تَغييرَ لِما شرَطَه، كما ليسَ لغَيرِه ذلكَ، ولأنه لا نظَرَ له بعد شَرطِه لغَيرِه، وليسَ له عَزلُ مَنْ شرَطَ تَدريسَه أو فوَّضَ إليه حالَ الوَقفِ ولو لمَصلحةٍ، كما لو وقَفَ على أولادِه الفُقراءِ لا يَجوزُ تَبديلُهم بالأغنياءِ، بخِلافِ مَنْ جعَلَ له ذلكَ بعدَ تَمامِ الوقفِ فإنَّ له عزْلَه (٢).


(١) «روضة الطالبين» (٤/ ١٦٦)، و «كنز الراغبين» (٣/ ٢٦٨)، و «النجم الوهاج» (٥/ ٥٢٥، ٥٢٦)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٤٨٣، ٤٨٤)، و «تحفة المحتاج» (٧/ ٥٤٩)، و «نهاية المحتاج» (٥/ ٤٦٠، ٤٦١)، و «الديباج» (٢/ ٥٣٤)، و «الإنصاف» (٧/ ٦٠، ٦١)، و «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٣٥٩، ٣٦٠)، و «كشاف القناع» (٤/ ٣٢٩).
(٢) «روضة الطالبين» (٤/ ١٦٦)، و «أسنى المطالب» (٢/ ٤٧٢)، و «كنز الراغبين» (٣/ ٢٦٨)، و «النجم الوهاج» (٥/ ٥٢٥، ٥٢٦)، و «مغني المحتاج» (٣/ ٤٨٣، ٤٨٤)، و «تحفة المحتاج» (٧/ ٥٤٩)، و «نهاية المحتاج» (٥/ ٤٦٠، ٤٦١)، و «الديباج» (٢/ ٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>