للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بزِنتِه فِضةً، فكان وَزنُه دِرهمًا أو بعضَ دِرهمٍ». واعلمْ أنَّ هذا الحَديثَ رُوي من طُرقٍ كَثيرةٍ ذكَرها البَيهَقيُّ كلُّها مُتفِقةٌ على التَّصدقِ بزِنتِه فِضةً ليس في شيءٍ منها ذِكرُ الذَّهبِ بخِلافِ ما قاله أصحابُنا، واللهُ أعلمُ (١).

وقال الإمامُ زَينُ الدِّينِ العِراقيُّ : وقد تَردَّد مالكُ بنُ أنسٍ في أنَّه هل يَتصدقُ بزِنةِ شَعرِه ذَهبًا فكَرِهه مَرةً وأجازَه أُخرى، كذا في الجَواهرِ لابنِ شاسٍ، وقال ابنُ الحاجبِ: في كَراهةِ التَّصدقِ بزِنةِ شَعرِ المَولودِ ذَهبًا أو فِضةً قَولانِ، وجزَم الشافِعيةُ والحَنابلةُ باستِحبابِ التَّصدقِ بزِنتِه، لكنْ جزَم الحَنابلةُ بالفِضةِ، وقال الشافِعيةُ: يَتصدقُ بوَزنِه ذَهبًا، فإنْ لم يَتيسرْ فبِفضةٍ، قال النَّوويُ في «شَرحِ المُهذَّبِ»: رُوي هذا الحَديثُ من طُرقٍ كَثيرةٍ ذكَرها البَيهَقيُّ، كلُّها مُتفِقةٌ على التَّصدقِ بزِنتِه فِضةً ليس في شيءٍ منها ذِكرُ الذَّهبِ خِلافَ ما قالَه أصحابُنا، قلتُ: قد ورَد ذِكرُ الذَّهبِ أيضًا، رَواه الطَّبرانيُّ في مُعجمِه الأوسَطِ عن ابنِ عباسٍ قال: سَبعةٌ من السُّنةِ في الصَّبيِّ يومَ السابعِ فذكَرها إلى قولِه: «ويُتصدَّقُ بوَزنِ شَعرِ رأسِه ذَهبًا أو فِضةً» (٢).


(١) «المجموع» (٨/ ٣٢٤).
(٢) «طرح التثريب» (٥/ ١٨٣)، ويُنظر: «الاستذكار» (٥/ ٣١٤، ٣١٥)، و «التاج والإكليل» (٢/ ٢٧٠، ٢٧١)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٢/ ٣٩٨)، و «تحبير المختصر» (٢/ ٣٥٤)، و «روضة الطالبين» (٢/ ٦٨٩، ٦٩٠)، و «مغني المحتاج» (٦/ ١٥٦)، و «تحفة المحتاج» (١١/ ٥٠٢، ٥٠٣)، و «المغني» (٩/ ٣٦٤)، و «المبدع» (٣/ ٣٠١، ٣٠٢)، و «كشاف القناع» (٣/ ٣١)، و «شرح منتهى الإرادات» (٢/ ٦٢٥)، و «مطالب أولي النهى» (٢/ ٤٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>