للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطُلوعِ الشَّمسِ، فمن حصَّل بمُزدَلفةَ في هذا الوقتِ فقد أدرَك الوُقوفَ، سَواءٌ باتَ بها أو لا، ومن لم يُحصِّلْ بها فيه فقد فاتَه الوُقوفُ الواجبُ بالمُزدَلفةِ وعليه دَمٌ، إلا إنْ ترَكه لعُذرٍ، كزِحامٍ، فلا شيءَ عليه، كما يَقولُ الحَنفيةُ، فعلى هذا القولِ مَنْ مرَّ بمُزدَلفةَ ولم يَنزِلْ أو يَبِتْ بها لتَعذُّرِ الوُقوفِ فلا شيءَ عليه في هذا (١).


(١) وبهذا القَولِ أفتَتْ هَيئةُ كِبارِ العُلماءِ بالمَملكةِ العَربيةِ السُّعوديةِ بأنَّ عدمَ القُدرةِ على دُخولِ مُزدلِفةَ حتى طُلوعِ الشَّمسِ لتَعطُّلِ السَّيرِ أو ازدِحامِه، أمَّا مَنْ مرَّ بها ولم يَنزلْ لمُجردِ التَّعجيلِ فحَسبُ للوُصولِ إلى منًى فهذا لا يَجوزُ ويَجبُ عليه دَمٌ، لأنَّه ترَك واجبًا من واجِباتِ الحَجِّ واللهُ أعلَمُ. فَتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (١١/ ٢١٤، ٢١٦)، وقد جاء أيضًا في فتاوى هَيئةِ كِبارِ العُلماءِ السُّؤالُ الأوَّلُ من الفَتوى رقم (٢٣٠٠):
س ١: حَجَجتُ بعَوائلَ مُستأجِرينَ منِّي السَّيارةَ للحَجِّ، ولَيلةَ الفَيضةِ نزَلنا من عَرفةَ الساعةَ التاسِعةَ، ووصَلنا إلى مُزدلِفةَ الساعةَ الثانيةَ زوالي، فأصَرُّوا على عَدمِ المَبيتِ بالمُزدلِفةِ؛ بحُجةِ أنَّ معهم عَوائلَ، وأنَّ الشَّرعَ سمَح لهم بهذا، ولا جلَسنا في المُزدلِفةِ أكثرَ من رُبُعِ ساعةٍ، فهل علَيَّ شَيءٌ في هذا؟
ج ١: إذا كانت حالُهم كما ذكَرتَ، من أنَّ معهم عَوائلَ يَخشَونَ عليها من المَبيتِ إلى طُلوعِ الفَجرِ فلا حَرجَ عليك ولا عليهم، إذا كان سَيرُكم من مُزدلِفةَ في الساعةِ الثانيةِ لَيلًا بالتَّوقيتِ الزَّواليِّ؛ لأنَّ ذلك بعدَ نصفِ اللَّيلِ، والضُّعفاءِ والنِّساءِ مُرخَّصٌ لهم في ذلك رَحمةً بهم.
وباللهِ التَّوفيقُ، وصلَّى اللهُ على نَبيِّنا مُحمدٍ وآلِه وصَحبِه وسلَّم.
اللَّجنةُ الدائِمةُ لِلبُحوثِ العِلميَّةِ والإفتاءِ
عُضو الرئيس
عبد الله بن قعود عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (١١/ ٢١٢، ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>