للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«إنَّ أبي شَيخٌ كَبيرٌ لا يَستطيعُ الحَجَّ ولا العُمرةَ ولا الظَّعنَ، قال: احجُجْ عن أبيكَ واعتَمرْ» (١).

وعَن عَليٍّ : «أنَّ جاريةً شابَّةً من خَثعمَ استَفتَت رَسولَ اللهِ في حَجةِ الوداعِ، فقالت: إنَّ أبي شَيخٌ كَبيرٌ قَدْ أفنَدَ، وقَد أدرَكَته فَريضةُ اللهِ في الحَجِّ، فهَل يُجزِئُ عنه أن أُؤَديَ عنه؟ قال: نَعمْ، فأدِّي عن أبيكِ» (٢).

وعن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ قال: «جاء رَجلٌ من خَثعمَ إلى رَسولِ اللهِ ، فقال: إنَّ أبي أدرَكَه الإسلامُ وهو شَيخٌ كَبيرٌ، لا يَستطيعُ رُكوبَ الرَّحلِ، والحَجُّ مَكتوبٌ عليه، أفأحُجُّ عَنه؟ قال: أنتَ أكبرُ وَلدِه؟ قال: نَعمْ، قال: أرَأيتَ لو كان على أبيكَ دَينٌ فقَضَيتَه عنه، أكانَ ذلك يُجزِئُ عَنه؟ قال: نَعمْ، قال: فاحجُجْ عنه» (٣).

ولأنَّ هذه عَبادةٌ تَجبُ بإفسادِها الكَفارةُ، جازَ أنْ يَقومَ غيرُ فِعلِه فيها مَقامَ فِعلِه، كالصَّومِ إذا عجَز عنه افتَدى، بخِلافِ الصَّلاةِ (٤).


(١) حَديثٌ صَحيحٌ: رواه أبو داود (١٨١٠)، والترمذي (٩٣٠)، والنسائي (٢٦٢١)، وابن ماجه (٢٩٠٦).
(٢) حَديثٌ حَسنٌ: رواه الترمذي (٨٨٥)، وأحمد (١/ ٧٥).
(٣) رواه الأمام أحمد (٤/ ٥)، والدارمي في «سننه» (١٨٣٩) قال الحافظُ: إسنادُه صالحٌ. «نيل الأوطار» (٥/ ١٠).
(٤) «المغني» (٤/ ٣١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>