بقولِه:«أنا ألعَنُ المَذهبينِ» جَوابًا لقولِه: «على أيِّ المَذهبَينَ أنتَ أبي حَنيفةَ أو الشافِعيِّ؟»، وإنْ تابَ عُزِّرَ، ويَكفرُ بإنكارِه أصلَ الوِترِ والأُضحيةَ، وباستِحلالِ وَطءِ الحائضِ، لا بقولِه:«ليسَ لي مَوضعُ شِبْرٍ في الجَنةِ» لاستِقلالِه العَملَ، ولا بقَولِه:«لا تَكتبُ الحَفظةُ على هذا الرَّجلِ».
ولا بقَولِه:«هذا مكانٌ لا إلهَ فيه ولا رسولٌ» إلا إذا قصَدَ به إنكارَ الدِّينِ، ولا بقَولِ المَرأةِ:«لا أتعَلَّمُ ولا أُصلِّي» جَوابًا لقولِ الزوجِ: «تعلَّمِي»، ولا بإنكارِ العُشرِ أو الخَراجِ ولا يَفسقُ خُصوصًا في هذا الزِّمانِ، ولا بقولِه:«مَنْ أكَلَ حَرامًا فقدْ أكَلَ ما رزَقَه اللهُ» لكنه أَثِمَ، ويَكفرُ باستِحلالِه حَرامًا عُلِمتْ حُرمتُه مِنْ الدِّينِ مِنْ غيرِ ضَرورةٍ، لا بفِعلِه مِنْ غيرِ استِحلالٍ.
ويَكفرُ بقولِه للقَبيحِ:«إنه حَسنٌ»، وبقَولِه لغيرِه:«رُؤيَتي إياكَ كرُؤيةِ مَلكِ الموتِ» عند البَعضِ خِلافًا للأكثرِ، وقيلَ بهِ إنْ قالَه لعَداوتِه لا لكَراهةِ المَوتِ، وبقولِه:«لا أسمَعُ شَهادةَ فُلانٍ وإنْ كانَ جِبريلَ أو مِيكائيلَ ﵉»، وبعَيبِه مَلكًا مِنْ المَلائكةِ أو الاستِخفافِ به، لا بقولِه:«أنا أظُنُّ أنَّ مَلكَ الموتِ تُوفِّي ولا يَقبضُ رُوحي» مَجازًا عن طولِ عُمرِه، إلا أنْ يعنيَ به العجزَ عن تَوفِّيه.
ويَكفرُ إذا أنكَرَ آيةً مِنْ القُرآنِ أو سَخِرَ بآيةٍ منه، إلا المُعوذتينِ ففي إنكارِهما اختِلافٌ، والصَّحيحُ كفرُه، وقيلَ: لا، وقيلَ: إنْ كانَ عامِّيًا يَكفرُ وإنْ كانَ عالِمًا لا، وبوَضعِ رِجلِه على المُصحفِ عند الحَلفِ مُستخِفًّا، وبقراءةِ القُرآنِ على ضَربِ الدُّفِ أو القَضيبِ، وباعتقادِ أنَّ القُرآنَ مَخلوقٌ حَقيقةً.