للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ : وأما رِوايةُ سَعيدِ بنِ المُسيبِ عن عُمرَ «أنه قضَى في الأضراسِ ببَعيرٍ بَعيرٍ» فالضِّرسُ غيرُ السنِّ، إلا أنَّ السِّنَّ اسمٌ جامعٌ عندَ أهلِ العِلمِ للأضراسِ وغيرِها، وهي اثنانِ وثَلاثونَ سِنًّا، منها عِشرونَ ضِرسًا وأربَعةُ أنيابٍ وأربَعُ ثَنايَا وأربعُ ضَواحكَ، وقد ثبَتَ عن النبيِّ «أنَّ في السنِّ خَمسًا مِنْ الإبلِ»، واتَّفقَ فُقهاءُ الأمصارِ على ذلكَ كلِّه (١).

وقالَ الإمامُ ابنُ رُشدٍ : وجُمهورُ فُقهاءِ الأمصارِ على أنَّ في كلِّ سنٍّ مِنْ أسنانِ الفَمِ خَمسًا مِنْ الإبلِ، وبه قالَ ابنُ عبَّاسٍ.

ورَوى مالكٌ عن عُمرَ «أنه قضَى في الضِّرسِ بجَملٍ»، وذلكَ فيما لم يَكنْ منها في مُقدَّمِ الفمِ.

وأما التي في مُقدمِ الفمِ فلا خِلافَ أنَّ فيها خَمسًا مِنْ الإبلِ (٢).

وقالَ ابنُ قُدامةَ : مَسألةٌ: قالَ: (وفي كلِّ سِنٍّ خَمسٌ مِنْ الإبلِ إذا قُلعَتْ ممَّن قد أثغَرَ، والأضراسُ والأنيابُ كالأسنانِ).

لا نَعلمُ بينَ أهلِ العلمِ خِلافًا في أنَّ ديَةَ الأسنانِ خَمسٌ خَمسٌ في كلِّ سنٍّ، وقد رُويَ ذلكَ عن عُمرَ بنِ الخطَّابِ وابنِ عبَّاسٍ ومُعاويةَ وسَعيدِ بنِ المُسيبِ وعُروةَ وعَطاءٍ وطاوسٍ والزهريِّ وقَتادةَ ومالكٍ والثوريِّ والشافِعيِّ وإسحاقَ وأبي حَنيفةَ ومُحمدِ بنِ الحَسنِ، وفي كتابِ عمرِو بنِ


(١) «الاستذكار» (٨/ ١٠٧، ١٠٨).
(٢) «بداية المجتهد» (٢/ ٣١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>