للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - سَهمٌ لأبناءِ السَّبيلِ: وابنُ السَّبيلِ هو المُنقطِعُ عن مالِه.

وأسقَطوا سَهمَ رَسولِ اللهِ وسَهمَ قَرابَتِه أيضًا، وقالُوا: ويَدخُلُ فُقراءُ ذَوي القُربى فيهم، أي: أيتامُ ذَوي القُربى يَدخُلون في سَهمِ اليَتامى، ومَساكينُ ذَوي القُربى يَدخُلونَ في سَهمِ المَساكينِ، وأبناءُ السَّبيلِ من ذَوي القُربى، ويُقدَّمُ ذَوو القُربى على الطَوائفِ الثَّلاثةِ؛ لأنَّ اللهَ تَعالى قدَّمَهم في الآيةِ فقالَ تَعالى: ﴿وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ [الأنفال: ٤١]، ولا يُدفَعُ إلى أَغنيائِهم شَيءٌ؛ لأنَّه إنَّما يُستحقُّ بالفَقرِ والحاجةِ.

فأمَّا ما ذكَرَه اللهُ تَعالى لنَفسِه في كِتابِه من الخُمسِ؛ فإنَّما هو لافتِتاحِ الكَلامِ تبَرُّكًا باسمِه تَعالى، وسَهمُ النَّبيِّ سقَطَ بمَوتِه كما سقَطَ الصَّفيُّ، وهو شَيءٌ كانَ يَصطَفيه النَّبيُّ لنَفسِه من الغَنيمةِ مِثلَ دِرعٍ أو سَيفٍ أو جاريةٍ (١).

وسَهمُ ذَوي القُربى كانُوا يَستحِقُّونَه في زَمنِ النَّبيِّ بالنُّصرةِ وبمَوتِه زالَت النُّصرةُ.

وبَعدَه بالفَقرِ فيُقسَمُ بينَهم للذَّكرِ مِثلُ حَظِّ الأُنثَيَينِ ويَكونُ لبَني هاشِمٍ وبَني المطَّلِبِ دونَ غيرِهم من بَني عبدِ شَمسٍ وبَني نَوفَلٍ (٢).


(١) قال في «الإنجاد» (٥٠١): وقال أهلُ العِلمِ: «الصَّفيُّ»: هو كلُّ شَيءٍ يَصطَفيه من رأسةِ الغَنيمةِ: كفَرسٍ، أو جاريةٍ، أو عبدٍ، أو سيفٍ، أو ما شاءَ، على حَسَبِ حالِ الغَنيمةِ. فأمَّا الصَّفيُّ فاتَّفَق العُلماءُ على أنَّه ليسَ لأحدٍ بعدَ النَّبيِ .
(٢) «الاختيار» (٤/ ١٣٩)، و «المبسوط» (١٠/ ٨)، و «شرح معاني الآثار» (٣/ ٣٠٩)، و «البدائع» (٧/ ١٢٥)، و «الجوهرة النيرة» (٢/ ٣٧٠)، وابن عابدين (٤/ ١٥٠)، و «الإفصاح» (٢/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>