للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زَمزمَ، وأخَذُوا مَرةً الحَجرَ الأسودَ وبَقيَ عندَهم مُدةً، وقَتَلوا مِنْ عُلماءِ المُسلمينَ ومَشايخِهم ما لا يُحصِي عدَدَه إلا اللهُ تعالَى، وصَنَّفوا كُتبًا كَثيرةً، وصنَّفَ عُلماءُ المُسلمينَ كُتبًا في كَشفِ أسرارِهم وهَتكِ أستارِهم، وبَيَّنوا فيها ما هُمْ عليهِ مِنْ الكُفرِ والزَّندقةِ والإلحادِ الذي هُمْ به أكفَرُ مِنْ اليَهودِ والنَّصارَى ومِن بَراهمةِ الهندِ الذينَ يَعبدونَ الأصنامَ …

ومِن المَعلومِ عندَنا أنَّ السواحِلَ الشامِيةَ إنما استَولى عليهَا النصارَى مِنْ جِهتِهم، وهُم دائمًا مع كلِّ عَدوٍّ للمُسلمينَ، فهُم مع النصارَى على المُسلمينَ …

ثمَّ قالَ : وقد اتَّفقَ عُلماءُ المُسلمينَ على أنَّ هؤلاءِ لا تَجوزُ مُناكَحتُهم، ولا يَجوزُ أنْ يُنكِحَ الرجلُ مَولاتَه منهُم، ولا يَتزوَّجَ منهم امرأةً، ولا تُباحُ ذَبائحُهم (١).

وقالَ شَيخُ الإسلامِ أيضًا: والقَرامطةِ الخارِجينَ بأرضِ العِراقِ الذينَ كانُوا سَلفًا لهؤلاءِ القَرامطةِ ذَهَبوا مِنْ العِراقِ إلى المَغربِ، ثم جاؤوا مِنْ المَغربِ إلى مِصرَ، فإنَّ كُفرَ هَؤلاءِ ورِدتَّهُم مِنْ أعظَمِ الكُفرِ والردَّةِ، وهُم أعظَمُ كُفرًا ورِدةً مِنْ كُفرِ أتباعِ مُسيلمةَ الكذَّابِ ونحوِه مِنْ الكذَّابينِ، فإنَّ أولئكَ لم يَقولُوا في الإلَهيةِ والرُّبوبيةِ والشرائعِ ما قالَه أئمَّةُ هؤلاءِ (٢).


(١) «مجموع الفتاوى» (٣٥/ ١٤٩، ١٦٠).
(٢) «مجموع الفتاوى» (٣٥/ ١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>