للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنَّصارَى وكَثيرٍ مِنْ المُشركينَ، وأنَّ ضرَرَهم على أمَّةِ مُحمدٍ أعظَمُ مِنْ ضَررِ الكفَّارِ المُحارِبينَ، وأنَّ قِتالَهم أوجَبُ مِنْ قِتالِ اليَهودِ والنَّصارَى وإنْ تَظاهَروا بنُطقِ الشهادَتينِ وصَلُّوا وصامُوا، وأنه لا تَحلُّ ذَبائحُهم.

قالَ شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ : هَؤلاءِ القَومُ المُسمَّونَ بالنُّصيريةِ هُمْ وسائرُ أصنافِ القَرامطةِ الباطِنيةِ أكفَرُ مِنْ اليَهودِ والنصارَى، بل وأكفَرُ مِنْ كَثيرٍ مِنْ المُشركينَ، وضَررُهم على أمَّةِ مُحمدٍ أعظَمُ مِنْ ضَررِ الكفَّارِ المُحارِبينَ مثلِ كفَّارِ التَّتارِ والفِرنجِ وغيرِهم، فإنَّ هَؤلاءِ يَتظاهرونَ عندَ جهَّالِ المُسلمينَ بالتشيُّعِ ومُوالاةِ أهلِ البَيتِ، وهُم في الحَقيقةِ لا يُؤمنونَ باللهِ ولا برَسولِه ولا بكِتابِه ولا بأمرٍ ولا نَهيٍ ولا ثَوابٍ ولا عِقابٍ ولا جَنةٍ ولا نارٍ ولا بأحَدٍ مِنْ المُرسَلينَ قبلَ مُحمدٍ ولا بمِلةٍ مِنْ المِلَلِ السالِفةِ، بل يَأخذونَ كَلامَ اللهِ ورَسولِه المَعروفِ عندَ عُلماءِ المُسلمينَ يَتأوَّلونَه على أمورٍ يَفترونَها يَدَّعونَ أنها عِلمُ الباطِنِ …

فإنه ليسَ لهُم حَدٌّ مَحدودٌ فيما يَدَّعونَه مِنْ الإلحادِ في أسماءِ اللهِ تعالَى وآياتِه وتَحريفِ كَلامِ اللهِ تعالَى ورَسولِه عن مَواضعِه؛ إذ مَقصودُهم إنكارُ الإيمانِ وشَرائعِ الإسلامِ بكلِّ طَريقٍ مع التظاهُرِ بأنَّ لهذهِ الأمورِ حَقائقُ يَعرفونَها …

ولهُم في مُعاداةِ الإسلامِ وأهلِه وَقائعُ مَشهورةٌ وكُتبٌ مُصنَّفةٌ، فإذا كانَتْ لهم مُكنَةٌ سَفكوا دماءَ المُسلمينَ كما قَتَلوا مَرةً الحُجَّاجَ وألقَوهُم في بئرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>