للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنَّ النبيَّ كانَ مَأمورًا بدُعاءِ جَميعِ الناسِ إلى الإسلامِ، ثمَّ كتَبَ إلى كِسرَى وقَيصرَ فقامَ ذلكَ مَقامَ دُعائِهما إلى الإسلامِ بالكَلامِ.

ولأنَّ الكِتابةَ حُروفٌ مَنظومةٌ تَدلُّ على معنًى مَفهومٍ كالكَلامِ، ولأنها تَقومُ في بَيانِ المَعنى مَقامَ الكلامَ، والطلاقُ يقَعُ بما يَقومُ مَقامَ الغيرِ كالكِتابةِ.

ولأنَّ الكِتابةَ تَتعلَّقُ بها الأحكامُ، بدَلالةِ كِتابِ القاضي إلى القاضي تَثبتُ بهِ الدُّيونُ والحُقوقُ، فصارَ كالقَولِ الذي يَثبتُ بهِ الدَّينُ.

وذهَبَ الشافِعيةُ في قَولٍ إلى أنه لا يقَعُ الطلاقُ بالكِتابةِ وإنْ نَواهُ؛ لأنه فعلٌ مِنْ قادِرٍ على القَولِ، فلم يَقعْ بها الطلاقُ كالإشارةِ مِنْ ناطقٍ (١).


(١) «التجريد» للقدوري (١٠/ ٤٨٧٨، ٤٨٨٠)، و «بدائع الصنائع» (٣/ ١٠٠)، و «شرح فتح القدير» (٤/ ٦٨)، و «حاشية ابن عابدين» (٣/ ٢٤٦، ٢٤٧)، و «فتاوى قاضيخان» (١/ ٢٣٣)، و «الفتاوى الهندية» (١/ ٣٧٨، ٣٧٩)، و «شرح صحيح البخاري» (٧/ ٤١٨، ٤١٩)، و «البيان والتحصيل» (٥/ ٣٧٠، ٣٧٤)، و «الإشراف على نكت مسائل الخلاف» (٣/ ٤٢٥، ٤٢٦)، رقم (١٢٤١)، و «حاشية الصاوي على الشرح الصغير» (٥/ ٣٤٥)، و «منح الجليل» (٤/ ٩١)، و «المهذب» (٢/ ٨٣)، و «البيان» (١٠/ ١٠٤، ١٠٥)، و «النجم الوهاج» (٧/ ٤٩٤، ٤٩٥)، و «مغني المحتاج» (٤/ ٤٦٢، ٤٦٤)، و «تحفة المحتاج» (٩/ ٣٥٦، ٣٥٩)، و «نهاية المحتاج» (٦/ ٥٠٤، ٥٠٦)، و «الديباج» (٣/ ٤٠٨، ٤١٠)، و «المغني» (٧/ ٣٧٣، ٣٧٤)، و «الكافي» (٣/ ١٧٨)، و «الشرح الكبير» (٨/ ٢٨٢، ٢٨٣)، و «المبدع» (٧/ ٢٧٣، ٢٧٤)، و «الإنصاف» (٨/ ٤٧٢، ٤٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>