للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقَولِه : «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ»، والنَّاسي لا نيَّةَ لهُ.

ولأنَّ المُكرَهَ على الطَّلاقِ لا يقَعُ طَلاقُه، فكذا المُكرَهُ على الصِّفةِ، ولا فرْقَ بيْنَ الحَلِفِ باللهِ تعالَى وبالطَّلاقِ (١).

قالَ شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ : إذا حلَفَ لا يَفعَلُ شَيئًا ففعَلَه ناسِيًا ليَمينِه أو جاهِلًا بأنهُ المَحلوفُ عليهِ فلِلعُلماءِ فيهِ ثلاثةُ أقوالٍ:

(أحَدُها): لا يَحنَثُ بحالٍ في جَميعِ الأيمانِ، وهذا مَذهَبُ المَكِّيِّينَ كعَطاءٍ وابنِ أبي نَجِيحٍ وعَمرِو بنِ دِينارٍ وغَيرِهم، ومَذهبُ إسحاقَ ابنِ راهوَيهِ، وهوَ أحدُ قَولي الشَّافعيِّ بل أظهَرُهما، وهو إحدى الرَّوايتَينِ عَنْ أحمَدَ.

ونَظرتُ جَوابَه في هذهِ الرِّوايةِ فوَجدْتُ النَّاقلِينَ لهُ بقَدرِ النَّاقلِينَ لجَوابِه في الرِّوايةِ الثَّانيةِ الَّتي اختارَها الخَلَّالُ صاحِبُه والخِرقيُّ والقاضِي وغَيرُهم مِنْ أصحابِهِ، وهو الفرْقُ بيْنَ اليَمينِ المُكفّرَةِ كاليمين باللهِ تعالَى


(١) «شرح صحيح البخاري» (٦/ ١٢٦)، و (٧/ ٤١٥، ٤١٦)، و «شرح السنة» للبغوي (٩/ ٢٢١)، و «روضة الطالبين» (٥/ ٥٠١، ٥٠٢)، و «النجم الوهاج» (٧/ ٥٧٩، ٥٨٠)، و «مغني المحتاج» (٤/ ٤٦٩)، و (٤/ ٥٢٦)، و «تحفة المحتاج» (٩/ ٥٤١، ٥٥٣)، «الديباج» (٣/ ٤٦٨، ٤٦٩)، و «أسنى المطالب» (٣/ ٣٣٠)، و «المغني» (٩/ ٣٩١، ٤٢٠)، و «إعلام الموقعين» (٤/ ٨٦، ٨٧)، و «الفروع» (٦/ ٣٤٧)، والمبدع (٧/ ٣٦٩، ٣٧٠)، و «شرح الزركشي» (٣/ ٣١٨)، و «الإنصاف» (٩/ ١١٤، ١١٦)، و «كشاف القناع» (٥/ ٣٦٣، ٣٦٤)، و «الروض المربع» (٢/ ٤٠٥، ٤٠٦)، و «فتح الباري» (٩/ ٣٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>