للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيلَ: دُلوكُ الشَّمسِ: غُروبُها، فيَدخلُ فيه صَلاتَا المَغربِ والعِشاءِ، وتدخلُ صَلاةُ الفَجرِ في قولِه: ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ﴾، وفَرضيَّةُ صَلاتَيِ الظُّهرِ والعَصرِ ثبَتت بدَليلٍ آخرَ (١).

وجاءَ في ذَمِّ تاركِيهَا قولُه تَعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: ٥٩].

وجاءَ في عُقوبةِ مَنْ تركَها قولُه تَعالى: ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣)[المدثر: ٣٩ - ٤٣].

أَمَّا السُّنةُ: فمَا رَوى ابنُ عمرَ عن رَسولِ اللهِ أنَّه قالَ: «بُنيَ الإسلامُ على خَمسٍ: شَهادةِ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ مُحمدًا عَبدُه ورَسولُه، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصَومِ رَمضانَ» (٢).

ولِما رَواهُ أبو أُمامةَ قالَ: سَمعتُ رَسولَ اللهِ يَخطُبُ في حَجَّةِ الوَداعِ، فقالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُم وصَلُّوا خَمسَكُم وصُوموا شَهرَكُم وأدُّوا زَكاةَ أموالِكُم وأطِيعُوا ذا أمرِكُم، تَدخلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ» (٣).

وحَديثُ مُعاذِ بن جَبَلٍ المَشهورُ لمَّا بَعثَه النَّبيُّ إلى اليَمنِ، فعن ابنِ عبَّاسٍ أنَّ مُعاذًا قالَ: بعَثَنِي رَسولُ اللهِ قالَ: «إنكَ تأتِي قَومًا مِنْ أهلِ الكتابِ فادعُهُم إلى شَهادةِ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنِّي رَسولُ اللهِ، فإن هُمْ أطاعُوا لذلك فأَعلِمهُم أنَّ اللهَ افتَرَضَ عليهم خَمسَ صَلواتٍ في كلِّ يَومٍ ولَيلةٍ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلك فأَعلِمهُم أنَّ اللهَ افتَرَضَ عليهم صَدقةً تُؤخَذُ مِنْ أغنيَائِهم فتُرَدُّ في فُقرائِهِم، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلك فإيَّاكَ


(١) «بدائع الصَّنائع» (١/ ٣٠٢)، و «معاني الآثار» (١/ ٣٠٠).
(٢) رواه البخاري (٨)، ومسلم (١٦).
(٣) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه التِّرمذي (٦١٦)، وقال: حسن صحيح، وأحمد (٥/ ٢٥١)، والحاكم في «المستدرك» (١/ ٥٢، ٥٤٧)، وابن حبَّان في «صحيحه» (١٠/ ٤٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>