للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أَحمدَ بنِ مَسلمةَ النَّيسابورِيِّ قالَ: تَزوَّحَ إِسحاقُ بنُ راهَويهِ بمَروَ، بامرَأةِ رَجلٍ عندَه كُتبُ الشافِعيِّ، فتُوفِّيَ، لم يَتزوَّجْ إلا لحالِ كُتبِ الشافِعيِّ، فوضَعَ جامِعَه الكَبيرَ على كِتابِ الشافِعيِّ، ووضَعَ جامِعَه الصَّغيرَ على جامِعِ الثَّوريِّ الصَّغيرِ (١).

وقالَ أَبو بَكرٍ الصَّومعيُّ: سمِعتُ أَحمدَ بنَ حَنبلٍ يَقولُ: صاحِبُ حَديثٍ لا يَشبعُ من كُتبِ الشافِعيِّ (٢).

وقالَ الجاحِظُ: نظَرتُ في كُتبِ هؤلاءِ النَّبغةِ: الذين نبَغوا في العِلمِ، فلَم أرَ أَحسَنَ تَأليفًا من المَطلبيِّ، كأنَّ لِسانَه يَنظِمُ الدُّررَ.

قالَ العَلامةُ أَحمدُ شاكِر: فكُتبُه كلُّها مُثلٌ رَائعةٌ مِنْ الأدبِ العَربيِّ النَّقيِّ في الذِّروةِ العُليا مِنْ البَلاغةِ، يَكتبُ على سَجيتِه، وعلى فِطرتِه، ولا يَتكلَّفُ، ولا يَتصنَّعُ، أَفصَحُ نَثرٍ تَقرؤُه بعدَ القُرآنِ والحَديثِ، ولا يُسامِيه قائِلٌ، ولا يُدانِيه كاتِبٌ (٣).

وعن الرَّبيعِ بنِ سُليمانَ، قالَ: سمِعتُ الشافِعيَّ يَقولُ: أُريتُ في المَنامِ كأنَّ آتٍ أَتانِي، فحمَلَ كُتبِي، وبثَّها في الهَواءِ، فتَطايرَت، فاستَعبَرتُ بعضَ المُعبِّرينَ، فقالَ: إِنْ صدَقَت رُؤياكَ، لَم يَبقَ بلدٌ مِنْ بُلدانِ الإِسلامِ إِلا ودخَلَه عِلمُك (٤).


(١) «حلية الأولياء» (٩/ ١٠٣).
(٢) «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ٥٧).
(٣) مُقدِّمة العلَّامة/ أَحمَد شاكِر، للرسالة للشافعي (١٤).
(٤) «المناقب» للبيهقي (١/ ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>