للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالَ أبو الفَتحِ ابنُ جِنيٍّ: أخبَرَني أبو عَليٍّ الفارسيُّ عَنْ أبي بكرٍ عن أبي العبَّاسِ عن أبي عُثمانَ المازنِيِّ قالَ: يُقالُ: «وَقَفتُ دارِي وأَرضِي» ولا يُعرَفُ «أَوقَفتُ» مِنْ كَلامِ العربِ، ثُمَّ اشتُهِرَ المَصدَرُ -أعني الوَقفَ- في المَوقوفِ فقِيلَ: «هذه الدَّارُ وَقفٌ»، فلذا جُمِعَ على أَفْعالٍ فقِيلَ: «وَقفٌ وأَوْقافٌ» كوَقتٍ وأَوْقاتٍ (١).

الوَقفُ اصطِلاحًا:

تَعدَّدَت عِباراتُ الفُقهاءِ في تَعريفِ الوَقفِ اصطِلاحًا وِفقًا لطَبيعةِ الوَقفِ في كُلِّ مَذهبٍ.

فالوَقفُ عندَ أبي حَنيفةَ: هو حَبسُ العينِ على حُكمِ مِلكِ الواقِفِ والتصدُّقُ بالمَنفعةِ بمَنزِلةِ العارِيةِ.

وعندَ أبي يُوسفَ ومُحمدٍ: حَبسُ العينِ على حُكمِ مِلكِ اللهِ تَعالى، فَيَزولُ مِلكُ الواقِفِ عنه إلى اللهِ تَعالى على وَجهٍ تَعودُ مَنفعتُه إلى العِبادِ فيَلزَمُ، ولا يُباعُ ولا يُوهَبُ ولا يُورثُ (٢).

وقد تَعدَّدتْ أيضًا عِباراتُ المالِكيةِ في تَعريفِ الوَقفِ:

فَجاءَ في «أقرب المَسالِكِ وشرحِه»: الوَقفُ -ويُعبَّرُ عنه بالحَبسِ-:


(١) «شرح فتح القدير» (٦/ ٢٠٠).
(٢) «الهداية شرح البداية» (٣/ ١٣)، و «العناية» (٨/ ٣١٩)، و «شرح فتح القدير» (٦/ ٢٠٠)، و «مختصر الوقاية» (٢/ ٢٠٦)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ٩٧)، و «الاختيار» (٣/ ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>